ميساء راشد غدير
المتابع لأنشطة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، من عام 2005 يجد انها مؤسسة وطنية تبنت منهجاً واضحاً في الاستثمار الاجتماعي في جيل الشباب في الدولة لتحقيق إمكاناتهم وتشجيعهم على الإبداع والابتكار.
«بالعلوم نفكر» احد البرامج التي صممتها المؤسسة لإطلاق المواهب في ابنائنا المواطنين، ودمجهم اجتماعياً وتمكينهم علمياً، فأصبحت المشاركة في المسابقات العلمية التي تطرحها المؤسسة حلما لكثير من الشباب لتحقيق الفوز على المستوى المحلي والدولي.
من اسابيع اختارت «بالعلوم نفكر» عددا من طلاب المدارس الحكومية والخاصة الذين سبق أن شاركوا في المعارض العلمية، وابتكروا مشاريع علمية ليكونوا سفراء للإمارات في الخارج، واعدت لهم برامج زيارة لدول تضم جامعات علمية ولها السبق في تحقيق انجازات علمية، مثل كوريا الجنوبية، لتتيح للطلبة التعرف على مجالات العمل المستقبلية للعالم وليس للإمارات فحسب، وما تتطلبه من برامج دراسية يتخصصون فيها بعد الثانوية العامة.
لم يكن اختيار الأبناء كسفراء علم للإمارات امرا عاديا، فقد ترك تأثيره في الطلاب المشاركين الذين اصبح لديهم الدافع الأكبر للإبداع والابتكار، واصبح التميز العلمي حلما لهم ليصلوا الى تحقيق انجاز لدولة الإمارات، وكان تأثير اختيارهم كسفراء محل تقدير من الطلاب انفسهم، ذلك انهم وضعوا في موضع تحمل مسؤولية وتمثيل وطنهم، وادركوا اكثر سياسة دولة اتجهت برمتها نحو الابتكار الذي اصبح هدفا ولا بد من ايجاد وسائله.
بل وفتح آفاقا امامهم لاختيار تخصصات علمية تحتاجها الإمارات بما يدعم نهضتها وتنميتها القائمة على اقتصاد المعرفة، واكثر على الابتكار.
تبني الشباب والاستثمار فيهم سياسة واضحة للإمارات لا مجال للتشكيك فيها او الانتقاص من حجم الجهود المبذولة فيها، وهو ما يبقى محل تقديرنا كآباء وامهات نجد ان مؤسسات الدولة الوطنية تعتني بابنائنا في كل المجالات وتدفع بهم نحو الابتكار في مستقبل لن نتمكن من الإعداد له وحدنا، ولن يتمكن الشباب وحدهم من الحلم فيه من دون روية وسياسة منهج تتبنى ذلك كله.