ميساء راشد غدير
بدأت فعاليات معرض الإمارات للتوظيف، بمشاركة 160 جهة حكومية وخاصة، تبحث عن المواطنين والكفاءات لتبدأ في توظيفهم، ومن المعروف في الإمارات، تعدد فعاليات هذا النوع من المعارض، وخلال فترات مختلفة من السنة، في مختلف الإمارات، لحاجة المؤسسات لاستقطاب ما تحتاجه من الشواغر، ولحاجة الباحثين عن وظائف لوجود المؤسسات في مكان واحد للتقدم إليها بطلبات الوظائف.
العناوين البارزة التي قرأناها في الصحف المحلية لتغطية معرض الإمارات للتوظيف لافتة، وتكاد تكون مغرية للغاية، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار عدد الفرص الوظيفية التي أعلنت عنها بعض المؤسسات، والتي لو جمعناها وصل عددها إلى ما يقارب الثلاثة آلاف وظيفة من مؤسسات حكومية وشبه حكومية، ما يجعلنا نتفاءل بمعارض من هذا النوع، في ما لو صدقت المؤسسات المشاركة بوعودها، إذ إنها ستتمكن من القضاء على البطالة، وستوجد فرص عمل لكل باحث أو عاطل، فبعض المؤسسات أعلنت تخصيصها مئة وظيفة في حال أعلن غيرها عن وجود 1000 وظيفة سنوية، إضافة إلى وجود متدربين على مقاعد مراكزها التدريبية في انتظار تعيينهم لديها.
الكثير من الوعود أطلقت، وتم الإعلان عنها في هذا المعرض، ومن تلك الوعود، التعيينات الفورية المقابلات التي ستتم خلال خمسين دقيقة، وكلها دفعت بالباحثين عن عمل للتسابق على زيارة منصات المؤسسات والجهات المشاركة للتأكد مما قرأوه وما تم الإعلان عنه.
نتمنى أن يوفر هذا المعرض فرصاً للباحثين عن عمل، ولو بنسبة 50% من الوعود التي قرأنا عنها، حتى لا تكون مجرد وعود على الورق، أو تصريحات للإعلام، بعيدة كل البعد عن التطبيق على أرض الواقع، فهناك تعطش من الشباب للعمل، وهناك رغبة حقيقية في خدمة هذا الوطن، وهناك فرص ذهبية في الإمارات للجميع لا يمكن أن نبقي ابن الإمارات في منأى عنها، في حين تفتح الأبواب لغيره.
هذا النوع من المعارض لا ينبغي أن يتخذه المشاركون فرصة لعرض الإمكانات والإنجازات فحسب، بل ينبغي عليهم بالفعل البحث عن الكفاءات والخامات القادرة على تحسين إمكاناتهم وإنجازاتهم، بما يتناسب مع تطلعاتهم كمؤسسات، ولا شك أن زوار هذه المعارض هم من هؤلاء الذين لا يستهان بهم، والقادرين على الإضافة إليها، والذين من خلال الاستثمار فيها، يمكن تغطية تكاليف مشاركة كل مؤسسة في هذا المعرض، لأنها ستكون استثمرت ما دفعته للمشاركة في رأسمال بشري يخدمها ويخدم هذا الوطن.