ميساء راشد غدير
لم تخف على أحد الخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات مبكراً لتعميق الممارسة الديمقراطية بين أفرادها، ذلك أن الحكومة حريصة على مشاركة الشعب في خدمة المواطنين، وحريصة أكثر على أن يكون المواطن عوناً لها على القيادة دون أن تستأثر بها.
إمارة الشارقة اتخذت خطوة لافتة منذ عام 1997 يوم بدأت في تدريب الأطفال في الشارقة على المناقشة والانتخابات في برلمان الأطفال، فناقشوا دوائر حكومية وهم أطفال، واستمرت التجربة بنجاح حتى عام 2005، يوم أنشأت الإمارة برلمان للناشئة يضم شباباً أعمارهم من 21 عاماً وأكثر.
وقد تزامنت هذه الخطوة مع دعوة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة -حفظه الله- إلى انتخابات نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، في ضمن برنامج التمكين السياسي للمواطنين.
بالأمس القريب وفي خطوة جديدة طالب صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، مواطني ومواطنات الإمارة، بالتوجه إلى مراكز التسجيل لتدوين أسمائهم في القوائم الانتخابية للمشاركة في انتخابات أعضاء المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ومن ثم التصويت لاختيار أصحاب الكفاءة من الرجال والنساء القادرين على خدمة مصلحة الإمارة أولاً.
اليوم وبعد كل ما تم التمهيد له نتوقع مشاركة أكبر من أبناء وبنات الشارقة في انتخابات استشاري الشارقة، ذلك أنهم لا تنقصهم الإمكانات المعرفية ولا القدرات المعينة على خدمة المواطنين، فهي خطوة تأتي بعد 18 عاماً من التهيئة، ويفترض الاستفادة منها وإفادة القيادة والشعب.
الجميع ممن تنطبق عليهم الشروط محظوظون اليوم بقيادة إماراتية منحتهم الثقة وهيأت الأسباب، ما يجعلهم اليوم مسؤولين عن نجاح هذه الانتخابات التي أوكلت فيها المسؤولية اليهم، ومسؤولين أكثر عن تحقيق مطالب شعب سوف يوليهم ثقته الغالية وصولاً إلى أهداف أكبر وأهم وهي وضع هذا الوضع في أعيننا، مرشحين وناخبين.