ميساء راشد غدير
لفت نظري قبل أيام برنامج يعرض على التلفزيون السعودي، برنامج «نجم الإعلام» لاستقطاب المواهب الإعلامية في المملكة العربية السعودية، البرنامج أنهى جولته لتصوير تجارب الأداء في مختلف مناطق المملكة على مدى أشهر بحثاً عن آلاف المواهب الإعلامية التي تقدمت إليه من أبناء وبنات المملكة للمنافسة في مجال التعليق الرياضي، التقديم التلفزيوني والمراسل التلفزيوني، وعاد إلى الرياض بأكثر من 250 متأهلاً ومتأهلة للمراحل المقبلة ممن تم اختيارهم.
شاهدت أداء بعض المتسابقين من الذكور والإناث وتابعت تعليقات لجنة التحكيم، التي تضم أربعة أعضاء، وهم: الأستاذ محمد الطميحي والدكتور ماجد العبيد والأستاذ جاسم العثمان والأستاذة هناء الركابي، والذين يعتبرون خبراء في مجال اختصاصهم ومحل ثقة الجمهور في المملكة، وقد لاحظت وجود رغبة حقيقية لدى المتنافسين للعمل في هذا المجال، وتجاوز أي ثغرات تمت الإشارة إليها في أدائهم.
فكرة البرنامج جميلة وإن كانت محاكاة لبرامج أجنبية، فهي أكدت من خلال القائمين عليها حرصهم على استقطاب المبدعين والخامات الممتازة من الشباب للاستثمار فيهم في مجال الإعلام، وهو ما يساعد الإعلام السعودي في مرحلة لاحقة على اختيار أفضل العناصر للعمل في الإعلام، والاستثمار فيها بل وتطويرها وإتاحة الفرصة لها للإبداع في وسائل الإعلام.
في مجالات الإعلام المتعددة في الإمارات، الصحافية، الإذاعية أو التلفزيونية عندما تسأل عن الأسباب الكامنة وراء غياب العناصر الجديدة وعدم تبني المواهب الشابة، يكون العذر والمبرر الدائم موجودين ومتاحين عند المسؤول في أننا لا نجد هؤلاء المبدعين أو أنهم لا يرغبون في العمل أو تحمل مشاق المهنة.
في حين أن واقع الحال يقول إن مؤسساتنا الإعلامية في الإمارات تبحث عن مواهب ونجوم للاعتماد عليها، إلا أنها ربما لم تبذل جهداً كافياً لاستقطاب هذه المواهب في برامج شبيهة بنجم الإعلام وأكثر جدوى من البرامج التنافسية في مجال الفن والغناء التي تشبعنا منها.
نتمنى أن نجد مثل هذه البرامج لتكون معينة على البحث عن المواهب والاستثمار فيها دون الاعتماد على نماذج جاهزة، باتت جراء التركيز عليها فقط مستهلكة.