أحمد الحوري
انفض سامر خليجي 22 وذهب اللقب لصاحبه وعاد كل منتخب إلى بلده، ليبدأ سبعة من المنتخبات المشاركة في هذه الدورة بعد أيام قليلة من الآن تحضيراتها للمشاركة المقبلة، كأس آسيا المقررة في استراليا يناير المقبل، فكل مدرب، سواء من وصل إلى مراحل متقدمة من البطولة أو من خرج من الدور الأول، لابد أنه تعرف على السلبيات قبل الإيجابيات..
ولديه متسع من الوقت لتصحيح الأخطاء وتعديل السلبيات حتى يكون الاستحقاق الآسيوي المقبل على قدر الطموحات، وما ظهر من مستوى متواضع في البطولة الخليجية يتحول إلى أداء قوي وفعّال، لاسيما وأن المنتخبات في شرق آسيا وفي مقدمتها اليابان وكوريا الجنوبية إضافة إلى المنتخب الأسترالي المضيف، يطمحون لإبقاء التفوق في شرق القارة الصفراء.
السامر الخليجي لم يكن مجرد منافسات في الملعب وأداء لاعبين ومنتخب فائز وآخر ودع مبكراً، ولم يكن أيضاً تصريحات ساخنة هنا وردود أفعال هناك، بل كان من ضمن ما شهدناه في خليجي 22، وربما لأول مرة في تاريخ البطولة، أن يكون الحديث عن غياب الجماهير يفوق كل ما سواه، وأعني هنا العزوف الجماهيري من قبل أبناء المملكة السعودية..
وعدم حضورها الفعّال في أغلب مبارياته في البطولة، رغم ما نعلمه عن الحب والشغف الجنوني في المملكة لكرة القدم، ولكن في هذه النسخة تغيرت الأمور بشكل قرع أجراس الخطر، ودفع كبار المسؤولين في المملكة إلى التصريح بشكل شبه يومي وفي مختلف وسائل الإعلام طلباً لتحفيز الجماهير على الحضور ومؤازرة الأخضر.
تعددت الأسباب من وجهة نظر المراقبين وأصحاب الشأن الرياضي الكروي السعودي حول هذا العزوف، ولكن أهم الأسباب هو التعصب..
كما يرى الغالبية العظمى من العقلاء في أروقة البطولة، فبحسب متابعاتهم لما يحدث في البطولة، وما حدث قبل البطولة، تحول الجمهور السعودي إلى جماهير أندية، وتحول الولاء للأندية الشهيرة في المملكة أكثر منه للون المنتخب، وهنا الطامة التي استشعر خطورتها المسؤولون في الأندية قبل غيرهم، فرأينا كيف تحول الشارع الرياضي السعودية وتحديداً في الرياض إلى مبادرات متتالية من أقطاب ناديي النصر والهلال..
والرسائل الكثيرة التي وجهت إلى جماهير الناديين من خلال دخولهما معاً إلى الملعب في مباراة الإمارات والسعودية، إضافة إلى الرحلات المكوكية التي قام بها الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر إلى مختلف القنوات الرياضية لإيصال صوته إلى كل الجماهير بأن الوطن أهم من النصر والهلال، وكانت هناك أيضاً مبادرات أخرى من قطبي جدة الاتحاد والأهلي، وتحول المشهد إلى أكبر من مجرد مباريات كرة قدم.
ما يهمنا نحن كإعلام محايد، أن ما يحدث في الشارع الرياضي السعودي، عليه أن يوقظ فينا وفي مسؤولي الرياضة في الدولة أهمية كبح جماح التعصب الذي نراه في مواقع التواصل الاجتماعي، فما يحدث هنا في الرياض كان سببه الأول التعصب الإلكتروني وحصد ثماره المنتخب الواجهة الرياضية الأولى.
صافرة أخيرة..
شكراً من القلب للمملكة وشعبها.