أحمد الحوري
لا أدري لماذا يحب البعض أن يعيش في المياه العكرة ليصطاد ما يشتهيه، ويحمل هذا الصيد، الذي يعده ثميناً، ليصفي حسابات هنا، ويرمي اتهامات هناك، ويحاول أن يلعب دور البطل تارة، ودور المظلوم المغلوب على أمره تارة أخرى.
فبدون مقدمات أو تمهيد تحول قرار إلغاء مباراة منتخبنا الوطني مع المنتخب الكويتي الشقيق، إلى مادة دسمة لكل من يريد أن يهاجم المهندس مهدي علي، او يوسف يعقوب السركال رئيس اتحاد كرة القدم، أو حتى منتخبنا الوطني مباشرة.
لن نطرح مسببات هذا الإلغاء، فبيان اتحاد الإمارات لكرة القدم الذي نشر أمس كافٍ، ولا يحتاج لشرح، فالاتفاق المسبق المكتوب بين الجانبين واضح وفكرة التصوير التلفزيوني أياً كان نوعه، حتى لو بكاميرا الهاتف المحمول، مرفوض من البداية بطلب من جانب الإدارة الفنية لمنتخبنا الوطني، وهو الطرف الذي طلب إقامة هذه المباراة وهو من استأجر الملعب .
ودفع تكاليفه، لكن يبدو أن الأجواء بين الطرفين لا تزال مشحونة، وهناك أشياء عالقة في النفس منذ خليجي 22، فهذا هو التفسير الوحيد لهذه الهجمة الشرسة التي تعرض لها المهندس والسركال فور قرار الإلغاء، واختلاق أسباب غير موجودة أصلاً، وكأن هذا الهجوم هو إكمال لما بدأ في الرياض.
فمن المستغرب أن يتصاعد الموضوع لدى بعض الأخوة، ويحاولون تحويله الى خلاف بل ويزجون باسم الدولتين عنوة في مسألة رياضية بسيطة، تحدث في الكثير من الملاعب العالمية، وكم كان أمراً جميلاً وليس مستغرباً من جانب اتحاد الكرة هنا.
انه تعامل بهدوء في هذه الأزمة المختلقة، وكان البيان الذي أصدره أمس كافياً ووافياً، وسد باب الاجتهادات وأنهى الموضوع على الأقل من جانبنا، دون تضخيم ودون السماح للبعض «بركوب الموجة» وخلط الأوراق.
للأسف المتصيدون كانوا هنا أيضاً، فما إن انتشر الخبر حتى «سنت السكاكين» على مهدي علي ويوسف السركال، ورغم أن الاتفاق واضح وضوح الشمس، ومن حق الإدارة الفنية أن تشترط عدم التصوير مسبقاً، بل إن البعض انفعل بشكل مبالغ فيه، طالب منتخبنا الوطني وإدارته بتقديم التنازلات، مع العلم أن التعنت كان من الجانب الآخر وليس من طرف الأبيض.
اختلافنا مع السركال أو مهدي علي في بعض الجوانب لا يعني ان نقف ضدهما على طول الخط، فهناك خط فاصل بين النقد البناء وبين السقوط في فخ «الفجور في الخصومة».
صافرة أخيرة..
كما فوّتنا الفرصة على من أراد جرنا في الرياض لمهاترات إعلامية، سنفوّت عليه الفرصة في أستراليا..
"البيان"