أحمد الحوري
كثيرة هي المرات التي تدخلت الرياضة لتكون بلسماً شافياً، ويداً حانية تصلح عثرات الزمن ومصابات الأيام وظلم الإنسان لابن جلدته، وجميلة كانت هذه التدخلات التي تخفف من وطأة هذه الأحداث، ولكن الأجمل عندما تكون الرياضة شريكاً أساسياً في الحس الوطني والهم الواحد لكل أبناء هذه الأرض الطيبة.
المبادرة التي أطلقها الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس نادي بني ياس، بتخصيص يوم رياضي كامل في الشامخة احتفاء بيوم الشهيد، وتوجيهات سموه بأن تكون هذه المبادرة بصفة سنوية، هي مثال على حرص سموه، وكما عودتنا قيادتنا الرشيدة، على التفاعل مع كل الأحداث المحلية، كبيرة كانت أو صغيرة، وتلمس احتياجات المواطن لاسيما في المواقف التي تحتاج وقفة صادقة تعبر فيها عن تلاحم الشعب مع القيادة، مثلما تمر به الدولة هذه الأيام.
وبالرغم من كثرة المبادرات الرياضية وغيرها التي جاءت تزامناً مع يوم الشهيد، إلا أن مبادرة »سيف الوطن« سمو وزير الداخلية، كانت أكثرها تأثيراً، كونها جمعت أسر شهداء الوطن في جو رياضي فني مفعم بالحركة والإثارة، وكان سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، حريصاً على أن يكون بقرب هذه الأسر وأفرادها الذين كانوا ضيوف شرف وشاركوا في فقرات الأمسية الاحتفالية، وساهموا في تتويج أساطير فريق ريال مدريد في ختام المباراة الاستعراضية التي أقيمت بهذه المناسبة.
كم من اللمحات الإنسانية شهدناها في هذه الأمسية، حنان الأب، ووقفة الشقيق، كانت حاضرة في تحركات سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، كلمات قليلة ولكنها معبرة حرص سموه على إيصالها إلى كل المشاركين في أمسية كأس الشهيد، وجاءت هذه الكلمات لتؤكد أن الدولة بقيادتها الرشيدة لن تنسى شهدائها الأبرار ولن تنسى أسرهم، وأن الوفاء دائماً ما يكون من أهل الوفاء بحجم التضحيات وبحجم الحب المتبادل بين قيادتنا الحكيمة وشعب الإمارات، هذا الانصهار الجميل الذي نراه ليس غريباً على قادة شربوا من منهل المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس الذي زرع فينا حب هذه الأرض وزرع في قيادتنا حب هذا الشعب.
صافرة أخيرة..
»جيش الإمارات هو درعها الواقي للحفاظ على التراص الوطني وصيانة الأرواح، وحماية ثروة هذا البلد، وهو أيضاً لمساندة الأشقاء إذا احتاجوا إلينا«.. من الأقوال الخالدة للوالد المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.