أحمد الحوري
دائماً ما نسمع أن الرياضة أكبر من مجرد مجهود بدني وأكبر من التنافس بين أطراف متعددة، ولكن على أرض الواقع لا نجد تطبيقاً لهذه المقولة، لكننا اليوم نشاهد وطني الإمارات يدعم مستشفى أطفال السرطان في القاهرة معنوياً ومادياً، ونرى بأعيننا ماراثون زايد الخيري يصل إلى أرض الكنانة وإلى قاهرة المعز، ويصل برسالته الإنسانية البحتة، ويوثق معاني التعاطف والرقي الرياضي في أجمل صوره، وكيف سيعود ريعه إلى مصلحة المصابين بسرطان الأطفال في مصر، وإلى المستشفى الشهير الذي يعالج هؤلاء المرضى مجاناً، وذلك بالتزامن مع الاحتفالات الوطنية التي تشهدها الإمارات، بمناسبة اليوم الوطني الثالث والأربعين، وهنا جاء التطبيق عملياً بنجاح دولتي الإمارات ومصر في تطبيق هذا المفهوم على أرض الواقع.
اليوم استذكرت النجاح الذي حققه هذا الماراثون منذ انطلاقته في العاصمة الحبيبة أبوظبي، ومن ثم قطعه آلاف الأميال وصولاً إلى نيويورك، لنعود به إلى أم الدنيا مصر، بدعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في رسالة واضحة وداعمة من دولة الإمارات إلى الشقيقة مصر، تكشف عمق العلاقات الإنسانية بين البلدين، والدعم الذي تقدمه الدولة في كل المجالات للشقيقة الكبرى مصر.
ما وجدناه نحن، الإماراتيين، في القاهرة من ترحيب شعبي وحكومي بالمبادرة الإنسانية لدعم أطفال السرطان وإقامة ماراثون زايد الخيري على أرض مصر، أكد عمق ومتانة العلاقات بين البلدين، وأثبت حجم التسويق الإعلامي للحدث الإنساني قبل الرياضي، لنكتشف أن ماراثون زايد ليس حدثاً رياضياً فقط، بل هو اجتماعي إنساني خيري رياضي، يقوم به أبناء الإمارات لخدمة أطفال مصر ومستقبلهم.
اليوم وفي غمرة احتفالات الوطن بيومه الوطني الثالث والأربعين من عمر الاتحاد، يفرح العالم من حوله، لنجد الكل يشاركنا فرحتنا وعيدنا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه بالرياضة تتلاحم الشعوب، وأن الرياضة وسيلة تقارب لا تنافس، وكثيراً ما شاهدنا خلافات رياضية أدت إلى إتلاف العلاقات السياسية والشخصية بين دول وأفراد، فهنا نشعر حقيقة بقيمة الإمارات وقيمتنا كإماراتيين.
صافرة أخيرة
«خير زايد حاضر لا يغيب في حياته وبعد مماته»، عبارة قالها أحد الضيوف، عبّرت برغم كلماتها القليلة عن كل ما يشعر به الحاضرون في الحدث الإنساني الكبير.