بقلم : أحمد الحوري
نبارك لإدارة وجماهير حتا، التتويج بلقب دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وتأهله رسمياً ولأول مرة إلى مصاف الأندية المحترفة، نبارك لهم الوصول المستحق إلى دوري الخليج العربي بعد سنوات من الانتظار، تلك المدينة الجبلية التي تجمع بين الخضرة وماء السدود، زفّت إلى دوري الأضواء والشهرة فريقاً عنيداً، قاتل طوال الموسم للوصول إلى هذه النتيجة المشرفة، هذه المدينة الوادعة، تعلم أبناءها من بيئتها الصبر والجلد والمثابرة وعدم اليأس، فتمكنوا من تحقيق المستحيل هذا الموسم، فكانت الفرحة كبيرة بعلو جبالها وبعمق تاريخها.
الفرحة غامرة ليس بسبب الصعود أو انتزاع اللقب فقط، بل ما ضاعف الفرحة أن النقاد والمراقبين والمحللين لم يعطوا فريق حتا النصيب الأوفر من الترشيحات التي انصبت على عجمان ودبا واتحاد كلباء بشكل كبير، وجاءت الترشيحات لتقصي حتا ورقياً، لكن الإصرار والاستماتة على إحداث الفارق في المستطيل الأخضر قلب كل التوقعات والترشيحات، ليكون الإعصار حقيقياً، ويبعد كل من وقف في طريقه حتى لحظة التتويج التاريخية التي أكدت أن الألقاب ليست بالترشيحات والتوقعات بل بالجد والاجتهاد، وكانت الكلمة الأولى والأخيرة لنجوم حتا بقيادة المدرب الوطني وليد عبيد.
وهنا، وأنا أبارك لكل المنتمين إلى حتا، مدينة ونادياً، لا أخفي تعاطفي مع الفريق هذا الموسم، لأن إدارة النادي اعتمدت على مدرب وطني، وأعطته كل الثقة وكل الدعم من أجل تحقيق حلم الصعود، وهذا شيء يدعو للإعجاب، وزاد إعجابي بإدارة نادي حتا برئاسة علي البدواوي، ذلك الوفاء الذي أبدته مع مدربها الوطني عندما قامت بالتجديد له فور انتهاء المباراة مدرباً للفريق في معركته الاحترافية المقبلة، وهذا إن دل علي شيء فإنما يدل على واقعية هذه الإدارة، وعدم دخولها في شطحات عنترية ربما تكلف النادي الكثير في دوري الخليج العربي الموسم المقبل، مثلما فعلت بعض الأندية التي تنكرت لمدربيها المواطنين فور الصعود إلى المرحلة الأعلى ولم تنل «لا بلح الشام ولا عنب اليمن»، بينما أثبت المدرب الوطني وليد عبيد من جانبه، ومن خلال سرعة التعاقد وتوقيته، أنه لم يدخل مع إدارة ناديه في أي مزايدات في ما يتعلق بالعقد، ليكون الوفاء متبادلاً بين الطرفين، وهذه أولى نقاط النجاح في أي علاقة.
صافرة أخيرة..
لن نستبق الأحداث ولن نتطرق للمستقبل، ولكن كلما كانت الأمور مستقرة وكلما تم التخطيط للمستقبل، بوتيرة هادئة وعقلانية، تكون النتائج مرضية وواقعية.