أحمد الحوري
من أصعب اللحظات على كاتب المقال، عندما يختار شخصية عامة وذات خصوصية، للكتابة عنها أو حولها، والأصعب من ذلك عندما تكون الكتابة في شأن يخص الكاتب ذاته، كشخصه أو مكان عمله، والأصعب من هذا وذاك أن تكون الشخصية بحجم ومقام فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
عندما يقدّر لك أن تنتمي إلى فريق عمل صحيفة بمكانة «البيان»، فهذه مسؤولية كبيرة، وعندما تعرف أنها متابعة من هذا الكم الكبير من القراء تزداد المسؤولية، فما بالك إذا كان من يتابع هذه الصحيفة ويتصفحها عن كثب هو فارس العرب، فهنا تتضاعف المسؤولية وتكون أكبر من أية مسؤولية أخرى، ويكون هذا المشهد بمنزلة التشريف والتكليف في آن واحد.
نعم، نشعر بالفخر، كعاملين في «البيان»، عندما نرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يقلّب بين يديه الكريمتين صفحات وملاحق الصحيفة، ولكن كذلك تنتابنا رهبة لا يمكن أن نخفيها، من هول المسؤولية التي تقع على عواتقنا من جراء هذه المتابعة الحثيثة، حيث نشعر بأننا تحت مجهر فاحص يكتشف ما نقدمه للقراء.
فكما نعلم جميعاً، إن فارس العرب يقدر الإعلام والإعلاميين، ويقدر الدور الذي يؤديه الإعلام، والصحافة تحديداً، بوصفها سلطة حقيقية لها مكانتها ومسؤولياتها، مما يترتب على ذلك من تلمس الواقع المعيش في الداخل والخارج دون تزييف ودون مواربة.
التحدي الذي نخوضه كإعلاميين، كل في مجاله، يتعاظم عندما نعلم أن كبار المسؤولين في الدولة يتابعون ما نكتب وما ننشر في الصحف، وما نتحدث به في الإذاعات، وما نعرضه في أجهزة التلفاز، وتتعاظم المسؤولية ونكون تحت الاختبار المتواصل، عندما ندرك أن هناك قادة يحثوننا لنأخذ دورنا الحقيقي في كشف الحقيقة، والبعد عن الإسفاف والمهاترات، واستهلاك الوقت والجهد في الشيء المفيد.
صافرة أخيرة
نعم، المسؤولية تتعاظم بين يدي الفارس.