أحمد الحوري
قبل أيام، وفي هذه الزاوية تحديداً، أشرت إلى أن كوزمين مقبل على عاصفة إعلامية سعودية لا محالة، بعد قبوله عرض تدريب الأخضر في كأس آسيا عن طريق الإعارة، في توقيت صعب، وفي استحقاق صعب، ولكن لم أتوقع أن تكون هذه العاصفة بهذه السرعة، وحتى قبل أن يتسلم الرجل مهمته رسمياً.
وأيضاً لم أتوقع أن يكون هو المبادر بفتح المجال لهذه العاصفة، حيث كنت أتوقع أن يبدأ سيل هجمات الإعلام السعودي بعد إعلان قائمة اللاعبين، أو ربما بعد أن يخوض أول مباراة في المحفل الآسيوي، ولكن البداية كانت صادمة للجميع؛ هنا في الإمارات، وهناك في المملكة العربية السعودية.
الروماني كوزمين من دون مقدمات فتح على نفسه باب الهجوم مبكراً، بعد أن تلاعب بأعصاب الجماهير والمسؤولين لساعات بعد أن طير أحد المواقع الإلكترونية نبأ اعتذار كوزمين عن المهمة قبل أن تبدأ، معللاً هذا القرار بعدم موافقة لجنة المسابقات على تأجيل مباريات كأس ولي العهد، وكثرت خلال هذه الساعات الأقاويل وتبادل الاتهامات.
لاسيما بين من أيد فكرة التعاقد مع كوزمين وبين ما عارض هذا التوجه، وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي استنفاراً من الجانبين؛ كلٌ يدافع أن وجهة نظره وبكل الطرق، وطال الهجوم كل الأطراف؛ كوزمين واتحاد الكرة ورئيسه أحمد عيد ولجانه العاملة، وأيضاً لم تسلم الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة في المملكة العربية السعودية من النقد ومن الهمز واللمز.
وسائل الإعلام السعودية التي تنتظر مثل هذه القصص الساخنة، لتبني عليها برامجها وصفحاتها، دخلت في سباق من أجل تحليل ما حصل، فهناك من سرد تاريخ المدرب، وسوابقه، وما حدث منه في السعودية وقطر والإمارات.
فبين شامت لم يستبعد ولم يستغرب إقدام كوزمين على مثل هذا القرار، ومتألم لما يجري من تخبطات في الكيان الذي يدير الكرة السعودية، كان هناك من يتحسر على مستقبل الأخضر في مشواره الآسيوي المقبل.
خاصة وان الأمور وحتى بعد أن تم إقناع كوزمين بالمضي قدماً في تنفيذ عقد الإعارة المؤقت، لا تزال ضبابية، فالعلاقة بدأت متوترة بين أطراف المعادلة الكروية السعودية، ونتيجتها ستكون سلبية في المقبل من أيام، إلا إذا كان كوزمين تعمد أن تكون بداية العلاقة بهذه الشاكلة حتى تكون المسببات جاهزة في حالة الإخفاق الآسيوي من «بدري».