أحمد الحوري
خلافاً للبداية المتوترة التي انطلق عليها موسمنا الكروي العام الماضي، بعد انتقال المدرب كوزمين ليتولى الإدارة الفنية للنادي الأهلي، وما تلى ذلك من شد وجذب بين العين والأهلي استمر على مدى أسابيع وشهور الموسم، ها هو الموسم الكروي الحالي ينطلق بأجمل صورة، ليس من خلال مباراة امتعت الجماهير، بل بقرار إداري أصدرته لجنة دوري المحترفين، تم من خلاله تأجيل مباراة السوبر، التي من المفترض أن تجمع الفريقين الكبيرين الأهلي والعين، بطلي الدوي والكأس، ليعطي هذا القرار الفرصة لممثل الوطن الزعيم العيناوي للاستعداد الأمثل لخوض غمار مباراتي الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا، عندما يقابل نظيره السعودي الهلال، بعيداً عن الضغوط المزدوجة واللعب على جبهتين.
وكان الأجمل في الموضوع، تلك الروح المسؤولة التي لمسناها صادقة من كل الأطراف، فلجنة دوري المحترفين يُحسب لها أنها لم تكن متزمتة في رأيها، وأعطت البُعد الوطني حقه في هذا الموضوع، مدركة أهمية أن يحصل العين على الأرضية المناسبة لتحقيق آمال الكرة الإماراتية في الاستحقاق الآسيوي، من جانبه قدم النادي الأهلي درساً رائعاً في تغليب المصلحة الوطنية على الجانب الخاص، فموافقته على قرار التأجيل كانت ضرورية ليدخل حيز التنفيذ، وبالفعل كانت إدارة الفرسان على الموعد، وجاءت الموافقة المتوقعة من نادٍ كبير بحجم الأهلي الذي يُدرك أهمية المشاركة العيناوية، ويدرك أن الجميع في هذا المقام في خندق واحد، ولا مجال إلا لدعم الزعيم في المشوار القاري.
العيناوية من جانبهم وبحكم خبرتهم الكبيرة في مثل هذه المواقف، لم نر منهم إلا العقلانية في التعامل مع هذا الموضوع طوال الأيام الماضية، فلم نسمع من إدارة الزعيم إلا التصريحات المحسوبة، بعيداً عن العنتريات والأقوال الاستفزازية، وكانوا يقيسون الأمور بالطريقة السليمة ويضعون الاعتبارات لكل ما يتعلق بمباراة السوبر دون الخوض في أمور التهديد والوعيد، بل وظهرت احترافية الإدارة العيناوية عندما أكدوا في أكثر من مناسبة أن الفريق جاهز لكل الاحتمالات سواء أقيمت مباراة السوبر في موعدها أو تم اتخاذ قرار التأجيل إلى موعد لاحق.
الآن وبعد أن صدر قرار التأجيل وباتت الأمور واضحة للزعيم العيناوي وإدارته وجماهيره، لا مانع من أن نطالب اللاعبين بالاستفادة من هذه المعطيات الجديدة، واستثمارها بالشكل المناسب الذي يقود فخر الإمارات إلى استعادة المجد الآسيوي، والتطلع إلى تحقيق أحلام الكرة الإماراتية بتتويج آسيوي جديد.
صافرة أخيرة..
بعيداً عن الحلم الآسيوي، يبدو أن أحلام نادي الفجيرة وجماهيره بأن يكون فريق الإمارة هو الحصان الأسود في دوري الخليج العربي آخذة في التبخر، وأن الضجة الكبيرة التي عشنها طوال فترة الصيف، وحجم الصفقات والتعاقدات الخارجية والمحلية ما هي إلا زوبعة إعلامية، فلا فلاديفيا استقر في الساحل الشرقي ولا سبيت خاطر سيرتدي القميص الفجراوي، بل الأدهى من ذلك كله أن المدرب البوسني جمال حاجي انتهى مشواره مع الفريق قبل أن يبدأ وتمت الاستعانة بالعراقي عبدالوهاب عبدالقادر مدرباً للفترة المقبلة التي يبدو أنها حُبلى بالمفاجآت..