أحمد الحوري
صفّقنا قبل انطلاقة المحفل الآسيوي كثيراً لتواجد تسعة منتخبات عربية في هذا الاستحقاق القاري الكبير، فعندما يكون أكثر من نصف المنتخبات تتحدث بلغة الضاد، فهذا يعطينا انطباعاً بأن هذه المنتخبات في تطور مستمر وأن إمكانية استعادة اللقب من أيدي الساموراي باتت أمراً قريباً.
ولكن ما هي إلا مباريات قليلة حتى انكشف المستور واتضح لنا الفارق بين الشرق والغرب، هزائم متتالية أجهضت أحلام اليقظة الآسيوية، كل المنتخبات التي أوقعتها القرعة في مواجهة الشرق خرجت خالية الوفاض من الجولة الأولى.
ولم تكد تنطلق الجولة الثانية حتى خرج منتخبان عربيان خليجيان من البطولة بشكل رسمي، الأزرق الكويتي يتعرض لهزيمة ثانية على يد الشمشون الكوري الجنوبي، والأحمر العماني يتلقى أربعة أهداف نظيفة في شباك الحبسي كانت كفيلة بإعلان الخروج المر حتى قبل أن يتعود اللاعبون على أجواء أستراليا.
لا نعلم من القادم في سلسلة الخروج من المحك الآسيوي ومن هو على قائمة الانتظار، لكن باستثناء ما قدمه الأبيض أمام قطر ــ وهذه ليست مجاملة بل انطباع قاله اغلب المحللين المحايدين ــ وبعض فترات السيطرة العراقية في مواجهته أمام الأردن، ليس هناك ما يشفع لمنتخبات العرب الاستمرار والمضي طويلاً في كأس آسيا.
فحتى الآن منتخبات أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وأوزبكستان والإمارات في مستوى فارق عن المنتخبات الأخرى وخاصة العربية منها، وهذا يعيدنا إلى الوراء ويقلل من أحلام المنافسة على اللقب بعكس ما كانت الصورة عليه قبل صافرة مباراة الافتتاح.
وإذا ما أردنا أن نعرف حجم ما تعانيه المنتخبات العربية في استراليا فما علينا إلا أن نتابع الأخبار القادمة من هناك، المنتخب السعودي مرهب منتخبات الشرق سابقاً، بات حديث الإعلام السعودي وغيره، فكل ما يأتي من معسكر الأخضر لا يبشر بالخير، ولا يبشر بعودة لحامل اللقب الآسيوي ثلاث مرات سابقة.
فمن قصة الشمراني وخروجه من القائمة بإرادته مصاباً أو محبطاً نفسياً، مروراً بخلاف هزازي والسهلاوي، وصولاً إلى ضعف الاتحاد السعودي لكرة القدم وعدم مقدرته على ضبط الأمور ــ كما يصفه الإعلام السعودي طبعاً ــ إلى فتح كل الملفات السابقة من مدرب معار إلى احتراف منقوص.
وفي الكويت الصورة ليست أفضل عن الجارة السعودية، فهناك حالة من الغليان لم تهدأ من خماسية عمان في خليجي 22 ثم رباعية أستراليا قبل الوصول إلى الخروج على يد كوريا الجنوبية، وطبعاً «عيال الفهد» وطلال الفهد تحديداً هم العنصر الأساسي في كل العبارات والجمل..
صافرة أخيرة..
اثنان تأشيرة عودة.. هذا حتى الأمس، أما اليوم فهناك حديث جديد..