البداية.. صفر
دورينا قوي، وأكبر دليل على ذلك أن فرقنا المشاركة في الجولة الأولى من دوري أبطال آسيا، اكتفت بثلاثة أصفار في خانة النقاط، وهدف واحد، وحالة من «التوهان» التي لا تبشر بخير في انطلاق أكبر مسابقات القارة الصفراء، ولولا بعض المحاولات التي قام بها لاعبو العين لحفظ ماء الوجه، عندما استشعروا فداحة وحرج الموقف، لاسيما وأن المباراة أمام ممثل الكرة القطرية، الجيش، تقام على أرضهم وبين جماهيرهم في دار الزين، لخرجنا من هذه الجولة بواحدة من أسوأ البدايات القارية على الإطلاق، أداء ونتيجة.
عندما تستقبل شباكنا ثمانية أهداف ونعجز عن تسجيل سوى هدف واحد من ركلة جزاء، فكيف يمكن لنا أن نصف دورينا بالقوي، أو كما وصفه البعض بأقوى مسابقات المنطقة، عندما نتجرع ثلاث هزائم ونكون عاجزين تماماً، حتى عن خطف نقطة واحدة، فأين القوة التي نتحدث عندها، ونملأ الدنيا بها في كل المناسبات.
لم أرد أن أعلق على مباراة النصر وسبهان الإيراني، وأجلت ذلك متوقعاً أو متأملاً، أن يمحوها الجزيرة وهو صاحب الطموحات الأكبر من العميد لتحسين صورة موسمه الجاري، وصاحب دكة البدلاء القادرة على تعويض اللعب المتكرر، والمشاركة على جبهتين، ولكن خيب الفورمولا هذه الآمال والتوقعات، ولم يكن أحسن حالاً من النصر، بل إن شباكه استقبلت ضعف ما استقبله العميد، ودون أي ردة فعل حتى ولو خجولة لاقتحام المربع الإيراني.
قد يقول قائل إن الفريقين، النصر والجزيرة، لعبا خارج الحدود، بعيداً هناك في بلاد فارس، وقلما عادت فرقنا من هناك بانتصار مبهر، منذ بدء المشاركات الآسيوية، وهذا الكلام فيه الكثير من الصحة، ولكن عندما لا نحقق الفوز نعود بأداء مقنع نوعاً ما، وليس باستسلام تام، وكأن المباراة مجرد تأدية واجب لا أكثر، ومع هذا سلمنا جدلاً بهذا الكلام وانتظرنا الزعيم العيناوي في استاد هزاع بن زايد.
ولكن البداية لم تكن شافية لغليل عشاق الكرة الإماراتية بشكل عام والعيناوية بشكل خاص، ولولا الخاصية التي يمتلكها الزعيم في معرفته كيفية العودة إلى المباراة من جديد، لما شهدنا الهدف اليتيم، ولما شهدنا ركلة الجزاء الضائعة وفرصة دوغلاس التي لا يهدرها لاعب ناشئ، ناهيك عن لاعب محترف ويقبض من ناديه عشرات الملايين للبروز في مثل هذه المواقف الصعبة، وكل هذا لم يكن كافياً للخروج بنقطة على أقل تقدير.
صافرة أخيرة..
انتهت جولة والأمل باق، ولكن كيف نعود؟ هذا هو السؤال الذي يتطلب وقفة صادقة من أنديتنا الثلاثة إذا ما أردنا الدفاع عن حضورنا الفضي الذي تحقق في النسخة الماضية