بقلم : أحمد الحوري
كلما جاءت المناسبة للكتابة عن لعبة الجوجيتسو، أجد أن الكلمات تقف عاجزة عن تبيان القيمة التي وصلت إليها هذه الرياضة، في ظرف سبع سنوات فقط استطاعت أن تكون أسلوب حياة للآلاف من الرياضيين في الدولة، وهل هناك أفضل تعبيراً وتأكيداً عما وصلت إليه الجوجيتسو في الإمارات من تطور وتقدم وازدهار، ما قاله رئيس الاتحاد الدولي للعبة اليوناني بانايوتوس، عندما أشار إلى أنه عندما يقول للمهتمين بهذه الرياضة في العالم، إن الجوجيتسو بدأت في الإمارات قبل سبع سنوات فقط، يصابون بالذهول من فرط ما شاهدوه من تطور يفوق الوصف والتخيل، فما تحقق خلال هذه الفترة القصيرة يعادل في حساب الزمن ما يمكن تحقيقه في عشرات السنين في الدول الأخرى.
هذه شهادة من شهادات كثيرة وإشادات عديدة، توصف الاهتمام البالغ برياضة الجوجيتسو حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من توهج غير مسبوق، ونحن هنا تسعدنا بلا شك هذه الإشادات والشهادات، ولكن في الوقت ذاته ندرك تماماً أنه ليس من المستغرب أن تحظى الجوجيتسو بكل هذا التطور، فلعبة يقف وراءها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لا بد أن تكون في المقدمة، ليس لمكانته الاعتبارية فقط، بل للمساته الإنسانية التي يختزل فيها الكثير من حنان الأبوة، ويختصر بها المسافات ومقاييس الزمن، فمن بطولة إلى أخرى دائماً ما نحظى جميعاً بلمسة من لمسات »بوخالد« العفوية التي تكون حديث الزمان والمكان، وتقدم للجميع صورة من صور حبه لابن الإمارات أولاً، ولرياضة الجوجيتسو ثانياً، ففي بطولة يقوم باحتضان أحد أبطالنا بعيداً عن البروتوكول وحسابات المناصب والمسميات الرسمية، وفي بطولة أخرى يقف مع لاعب يعاني من الإعاقة الجسدية مشجعاً ومحفزاً وداعماً لإنجازات أكبر، وفي بطولة ثالثة يقبل رأس نجم كفيف ليؤكد له أن الإعاقة لا تقف حائلاً دون متابعة كبار المسؤولين لإنجازات المتميزين في الوطن، حتى من هم لا ينتمون لهذه الأرض لم يبخل سموه في تكريمهم بإنسانيته المعهودة، ومنهم البطل البرازيلي الذي فقد أطرافه في حادث، لكن سموه أصر على دعوته إلى الإمارات لحضور المنافسات، هذا غيض من فيض ومكارم »بوخالد« المعلم والمربي.
صافرة أخيرة..
»حبيبي غيث.. سعدت بشوفك.. أبوك محمد بن زايد«..
نعم هكذا أصبحت الجوجيتسو الرياضة التي يمارسها الجميع، حباً قبل أن تكون شغفاً في المنافسة والألقاب.