بقلم : أحمد الحوري
لأني من أولئك الذين يشجعون ويعشقون ريال مدريد منذ ما قبل حقبة النجم البرتغالي كريستانو رونالد، لذلك أنا مع الرأي القائل إن كلاسيكو الأرض الذي يجمع ريال مدريد وبرشلونة لم ولن يفقد بريقه، سواء في الدوري الإسباني أو في المسابقات الأخرى ككأس الملك أو الدوري الأوروبي أو السوبر المحلي والقاري، مع الاعتراف بأن دخول رونالدو وميسي في التحدي الخاص بهما في هذه المواجهات أضاف الكثير لهذا الكلاسيكو، بل أعطاه جماهيرية أخرى دفع بالكثيرين إلى مؤازرة الميرنغي أو البلوغارنو فقط لأن هذين النجمين الكبيرين في صفوفهما.
مواجهة أمس التي احتضنها ملعب كامب نو رغم أنها المباراة الأولى التي تجمع الفريقين من دون الكبيرين رونالدو وميسي إلا أنها لم تفقد بريقها، وحظي الملعب بحضور جماهيري كامل العدد، وتسمرت الملايين في مختلف دول العالم أمام شاشات التلفاز لتتابع الكلاسيكو الأشهر في المعمورة، كل ذلك دليل على أن الإرث العظيم الذي وضعه الريال والبرشا لن يؤثر فيه لاعب غاب أو لاعب حضر، بل ستستمر الإثارة ما استمرت لقاءات الفريقين، فالتحدي بين الناديين وجماهيرهما تحولت حتى إلى ملاعب السلة واليد إسبانياً وأوروبياً، فما بالك بكرة القدم، إنها عظمة ناديين ومنافسة تاريخية تخطت قرناً من الزمن.
ولأن الكلاسيكو له تبعاته على الناديين من فاز ومن خسر، فباعتقادي أن الخسارة الكبيرة التي تعرض لها ريال مدريد أمس ووصلت إلى خمسة أهداف كاملة تلقتها شباك الملكي من لاعبي منافسه التقليدي برشلونة، ستفتح ملفات كثيرة في بيت القلعة المدريدية وستضع فلورنتينو بيريز رئيس النادي أمام كل مدافع النقد والاحتجاج على طريقة تعامله في الفترة الأخيرة من الأمور التي طرأت ومنها خروج مدربه الفرنسي زين الدين زيدان، وهو الخروج الذي حتى الآن تدور حوله وأمامه الكثير من علامات الاستفهام والتعجب، إضافة إلى مغادرة نجمه الأوحد وكبير هدافيه خلال العقد الأخير كريستيانو رونالدو من دون التعاقد مع مهاجم من ذات الطينة أو على الأقل يقترب منه نجومية وتهديفاً.
الرئيس بيريز ذهب للخانة التي لا تشكو الكثير من المشاكل وأعني بها حراسة المرمى واستقدم حارسين اثنين وهما البلجيكي كورتوا والأوكراني اندري لونين رغم أن الكوستاريكي كيلور نافاز قدم خلال المواسم الثلاثة الماضية ما يشفع له لأن يكون حارساً تاريخياً للريال بعد كل النتائج الإيجابية والألقاب التي كان قفازه سبباً رئيساً في تحقيقها، بينما ترك مكمن الخلل من دون علاج وهو مركز الهجوم وخانة الهداف تحديداً وهي خانة عانى منها الملكي كثيراً وتحدث عنها الجمهور والإعلام على حد سواء، لذلك فإن بيريز ومن خلفه المدرب لوبتيغي وعدد ممن خاضوا مباراة أمس سيكونون حديث الصحافة وشماتة الجماهير طوال الأيام المقبلة حتى يثبت الريال العكس.
صافرة أخيرة..
من دون ميسي يفوز البرشا بالخمسة ومن دون رونالدو يخسر الريال.. هي معادلة لا مكان لها في أوروبا لكن نحن كعرب أكثر من يغذيها ويتفنن في جعلها حقيقة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان