بقلم : أحمد الحوري
مخطئ من يظن أن منتخبنا الوطني ملك لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم، أو حكر على لجنة المنتخبات والمدرب الإيطالي زاكيروني أو اللاعبين. إن المنتخب الوطني هو ملك للشعب وهمه الأول لاسيما في الفترة الحالية التي تسبق انطلاقة أكبر حدث قاري كروي، وأعني به كأس آسيا المقررة في بداية العام المقبل 2019 في ضيافة دولتنا الحبيبة، فلا يمكن أن نرى حالة الضبابية التي يمر بها المستوى الفني للأبيض الإماراتي ولا ينتابنا الشعور بالخوف أو القلق على مستقبل المشاركة ونوعية المنافسة المطلوبة في الاستحقاق الآسيوي القادم.
كيف يخيل لشخص عاقل أن يتم السكوت عن الحالة غير الطبيعية، التي يمر بها منتخبنا الوطني لكرة القدم في فترة الإعداد الحالية، وأن يتم التغاضي عن حالة انعدام الوزن وغياب الروح وقتامة الصورة الحقيقية لمنتخب من المفترض أنه مرشح لنيل اللقب، ليس من المعقول أن يطالبنا البعض بالتروي في توجيه ملاحظتنا عما يدور في حلقات الإعداد الآسيوي، كيف ننتظر من الجمهور أن لا يعلق على ما يراه من تراجع واضح في أداء منتخب راهنوا على أن يلعب أدوار البطولة في الحدث المنتظر.
أتمنى على مسؤولي اتحاد كرة القدم ولجنة المنتخبات بدلاً عن الامتعاض من الانتقادات أن يظهروا للشارع الرياضي ويبثوا فيه روح الطمأنينة، ويؤكدوا له أنهم، كمسؤولين ومتابعين لما يدور في أروقة الاتحاد ومعسكر الأبيض، على ثقة بقدرات المدرب زاكيروني وبرنامجه الإعدادي، وأنهم يتناقشون معه في كل صغيرة وكبيرة، حتى نعلم في نهاية المطاف والمشوار الآسيوي، لمن نوجه أصابع المسؤولية وأن لا تضيع بالتالي حسبة صاحب القرار ويتحمل المدرب كامل المسؤولية كالعادة ويذهب كل في طريقه.
كذلك لابد هنا أن نرسل رسالة واضحة للاعبي منتخبنا بضرورة التحلي بروح المسؤولية وتقدير الموقف بشكل صحيح، فلا اتحاد ولا مدرب سيكون قادراً على عكس الصورة الحقيقية لكرة الإمارات في المستطيل الأخضر، فهم من يحملون راية المشاركة، وهم من ستسلط عليهم الأضواء والأنظار، وبأقدامهم سيكون الحسم لا غير، عليهم أن يغيروا الصورة من داخلهم قبل غيرهم، لابد أن يستشعروا الأمانة التي وضعها الشارع الرياضي على عاتقهم لتحقيق الحلم الآسيوي الذي ما زال قابعاً في مخيلة كل الإماراتيين منذ عام 1996 عندما ضاع اللقب من الجيل الذهبي بحكم ركلات الحظ الترجيحية.
صافرة أخيرة
حتى موعد انطلاقة كأس آسيا 2019 وإلى نهاية المشاركة الإماراتية سيبقى منتخبنا واتحاد الكرة حديث الشارع الرياضي «لا تزعلون».
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان