بقلم : أحمد الحوري
دائماً ما نردد أن الجماهير هم إكسير الحياة بالنسبة للرياضة ولكرة القدم تحديداً، فلا حياة لملاعب بدون صخب يعم المدرجات، فما بالك بملاعب كرة القدم، فالمباريات كالطبخة والجماهير هم ملحها وبدونهم لا طعم ولا لون ولا رائحة لمباراة كرة القدم حتى وإن كانت تجمع بين أكبر فريقين في العالم، سطوري القادمة لن أسرد خلالها مسببات الغياب الجماهيري أو حتى أضع الحلول لجذبهم إلى مدرجات مختلف رياضاتنا المحلية، حيث سبق أن تحدثنا كثيراً وفتحنا الملفات الواحد تلو الآخر دون جدوى ودون أي تغيير في مسألة كثافة الحضور الدائم لمختلف الرياضات لاسيما اللعبة الرئيسة كرة القدم التي تحظى بشعبية تضعها في المركز الأول في أكثر دول العالم.
وللأهمية الكبيرة للجماهير في كرة القدم البعض يصفهم باللاعب رقم واحد، وآخرون يصنفونهم بأنهم اللاعب رقم 12، وكلا الرأيين صحيح وهما معبران عن دور الجمهور في دعم الفريق واللاعبين وتحفيزهم لتحقيق الأفضل وتخطي العقبات والصعاب، بل حتى إدارات الأندية تكتسب حضورها القوي من تواجد الجماهير ودعمهم، بل هناك دول يساهم الجمهور في انتخاب رئاسة النادي، والقائمة التي تديره، مع كل تقدم نجد أن بعض الإدارات لدينا لا تعرف كيف تكسب هذا القطاع الكبير من المساندين والداعمين، صحيح أن النتائج هي المعبر الأول عن نجاح أي ناد وإدارته، لكن أيضاً هناك أساليب وأسباب أخرى يمكن من خلالها الاحتفاظ بهذه الجماهير، وكسب حضورها واستمرار زخمها الداعم، ومع الأسف بعض الإدارات تفتقد هذا الرابط وتساهم بإرادتها أو بغير إرادتها في قطع شعرة معاوية التي تربطها بمحركها الإنساني الرئيس.
الجماهير لها دورها الذي لا يغفله عاقل، ولا ينكره إلا جاحد، وعندنا في دورينا الكثير من الأمثلة الجميلة التي يمكن أن نطرحها في عجالة الكلمات، كما يمكننا كذلك أن نطرح أمثلة في طريقة تعاطي الإدارات مع جماهير أنديتها، ولن نرجع كثيراً فلنا في الجولة الأخيرة من دوري الخليج العربي التي اختتمت قبل ساعات خير برهان على ما نود تسليط الضوء عليه، ففي مباراة ديربي بر دبي التي جمعت الوصل ونده التقليدي النصر، شاهدنا كيف حضرت جماهير الناديين رغم الظروف الصعبة التي يمر بها الفهود والعميد، ووضح لنا كيف فقدت إدارة الوصل ما تبقى لها من دعم جماهيري من أكثرية واضحة من جمهور النادي ما أدى إلى مطالبات علنية باستقالة الإدارة، بعد ازدياد الجفوة ليس فقط بسبب تراجع مستوى الفريق بل لأسباب اعتبرها الجمهور أكثر أهمية من مجرد مباراة، فيما على الجانب الآخر كان تواجد جمهور الموج الأزرق حاضراً بقوة حتى وفريقه في المركز الأخير، واحتفل كثيراً بهذا الفوز المستحق مع إدارته الجديدة التي عرفت كيف تتعامل مع جماهيرها منذ تولي إدارة النادي.
وفي العين والوحدة لنا أمثلة جميلة جداً في كيفية تعامل جماهير الناديين مع خسارتهما أمام الجزيرة والظفرة، وتفاعلهما في مواقع التواصل الاجتماعي في إيصال ملاحظاتهما إلى رئيسي شركتي كرة القدم، وكان الأجمل كذلك ما قام به الرئيسان غانم الهاجري وأحمد الرميثي بالرد على أغلبية الآراء بكل شفافية وثقة لا يقدر عليهما الكثير ممن يتولون المسؤولية في أماكن أخرى.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان