بقلم : أحمد الحوري
لأن بطولة الخليج ليست مجرد مباريات وتنافس في المستطيل الأخضر بين الفرق، وليست مجرد مناوشات إعلامية في الصحف والبرامج التلفزيونية، وتوترات وإثارة هنا وهناك، تجد بين فينة وأخرى بعض الممارسات الإيجابية، التي يجب أن نسلط الضوء عليها ونوضحها، حتى نؤكد أن هناك ما يستحق الإشادة، بعيداً عن الشأن الكروي الخالص.
ومن هذه الإيجابيات التي تعكس معدن أبناء المنطقة، وتفانيهم في إبراز الوجه المشرق والحضاري لدولهم ومجتمعاتهم، تلك المبادرات التي قام بها مشجعون من السعودية وسلطنة عمان والكويت، بتنظيف مدرجات الملاعب التي تابعوا منها منتخبات بلادهم في خليجي 23، حيث نالت هذه المبادرات الشخصية التلقائية، الاستحسان في أروقة البطولة، وأشاد بها المسؤولون والإعلاميون من مختلف الدول، كون مثل هذه المبادرات، هي التي تبين حقيقة أن الشباب الخليجي لديهم أكثر من مجرد كرة قدم وتشجيع.
ومن اللقطات الإنسانية التي شدت متابعي البطولة، وكانت حديث المجالس والإعلام، تلك الدموع الطفولية التي ذرفتها الطفلة «الجود»، وهي ترى منتخبها الأزرق الكويتي يودع المنافسات، وتفاعلت الجماهير وإدارة منتخب الكويت تحديداً معها، لتقدم لها دعوة لزيارة تدريبات الفريق والتصوير مع اللاعبين، ليتبدل الحزن إلى فرح والدموع إلى ابتسامات عريضة من الجميع.
كما لا يمكن تفويت تلك اللقطات الرائعة للطفل الكويتي ضيف الله العتيبي، الذي أطلق تلك العبارة المؤثرة «أجمل ما في بطولة الخليجي 23، وجود الإمارات»، وتفاعل معها الجمهور الإماراتي، الذي تابع المباراة، ليس لأنه يشيد بالإمارات فقط، بل لأن العبارات التي تخرج من أفواه هذه الأعمار الصغيرة، عفوية صادقة ونابعة من القلب، ولا تحمل في طياتها أية مجاملة، لا يمكن إخفاؤها أو تغييرها أو التلاعب فيها، وكم كانت العبارات التي تفوه بها الطفل العتيبي معبرة عن ما يكنه الشعب الكويتي لأشقائهم في دولة الإمارات، ولم يكتفِ ضيف الله العتيبي بهذه العبارات، بل أصر على دعوة رئيس اتحاد الكرة، المهندس مروان بن غليطة، إلى حفل زفاف شقيقه، الذي تزامن مع مباريات البطولة، وشارك رئيس الاتحاد في حضور الحفل، ملبياً للدعوة الكريمة.
صافرة أخيرة..
هذه بعض اللقطات اللافتة وغيرها الكثير في خليجي 23، تؤكد أن الخليج وجه حضاري، وشعب عربي متأصل، ومن يريد إخراجه من عروبته، لن ينجح مهما حاول، فالشمس لا يغطيها غربال.