بقلم : أحمد الحوري
أتذكرون ذلك اليوم الذي تأهل فيه منتخبنا الوطني إلى نهائي كأس الخليج، إنه من الأيام الخالدة التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرة كرة القدم الإماراتية، تكرر هذا المشهد مرتين في تاريخ مشاركاتنا في دورات الخليج، وها هو يتكرر للمرة الثالثة، الأولى كانت في أرض الإمارات على استاد الانتصارات في العاصمة أبوظبي، استاد محمد بن زايد، عندما أعلن هدف نجم الدورة إسماعيل مطر في مرمى المنتخب السعودي الشقيق عام 2007، وكانت هذه المباراة بمثابة الشرارة التي أطلقت شعلة اللقب الخليجي الأول، على حساب المنتخب العماني الشقيق في النهائي الجماهيري الرسمي الشهير، الذي لا يبرح الذاكرة باستاد مدينة زايد الرياضية.
عام 2013 كان المشهد الثاني في العاصمة البحرينية المنامة ضمن مباراتي الدور نصف النهائي الخليجي 21، عندها التقى الأبيض شقيقه الكويتي، وانبرى في تلك المباراة الهداف أحمد خليل ليقود الأبيض إلى مباراة التتويج باللقب، الذي رفع رصيد الأبيض إلى لقبين وذلك على حساب المنتخب العراقي، في ملحمة تاريخية جماهيرية لا مثيل لها في الزحف خلف المنتخب في مواجهات خارج حدود الإمارات.
واليوم في الكويت مشهد ثالث لا يقل أهمية عن المشهدين الماضيين، منتخبنا يواجه «أسود الرافدين»، المنتخب العراقي في الدور نصف النهائي لخليجي 23، صحيح أن منتخبنا ليس بجاهزية 2007 وليس بتأهل 2013، ولكنه بالطبع منتخب الإمارات الذي نريده أن يظهر بصورته الحقيقية ويكون نجومه على قدر التحدي الذي يتناسب مع هذه المباراة وأهميتها، كونها على بعد خطوة واحدة فقط من التتويج باللقب الثالث في مشوار مشاركاته في دورات الخليج.
هذا السرد التاريخي لمواجهات الأبيض في نصف نهائي الخليج ما هو إلا تذكير بانتصارات سابقة أكدت أنه لا مستحيل يقف أمام الإرادة الإماراتية إذا كانت هناك إرادة حقيقية، وأن الصعوبات مهما كانت كبيرة تعطي لاعبينا الدافعية لتحقيق الأفضل وتخطي العقبات يتطلب أقداماً ثابتة وطموحاً لا يحده حدود.
أياً كانت القائمة التي سيستقر عليها المدرب الإيطالي زاكيروني في مباراة اليوم، يجب أن تكون هناك مؤازرة جماهيرية تدعم اللاعبين كما أشرت في مقال الأمس، وترفع من معنويات اللاعبين، لاسيما وأن المنتخبات الأخرى ستحظى بمتابعة جماهير بلدانهم كما تشير معطيات أروقة البطولة.
صافرة أخيرة..
خطوة وبعدها ستلوح فرحة استاد مدينة زايد واستاد البحرين الدولي، فشدوا الهمة يا نجوم الأبيض.