بقلم : أحمد الحوري
نجح الأسطورة ليونيل ميسي وفشل الآخرون، في الليلة الظلماء ظهر البدر، ليلة وضعت الأرجنتين يدها على قلبها خشية عدم الصعود إلى المونديال، ليلة تنفس فيها العالم الصعداء مستيقظاً من كابوس عنوانه الأول والأخير «ميسي لن نراه يداعب الكرة في روسيا 2018»، ولأنه ميسي، نجح في أن يكون نجم الليلة الأخيرة في تصفيات القارة الأميركية الجنوبية، ليس بهدف ولا اثنين بل بثلاثة أهداف كاملة، على الخصم الإكوادوري، قادت التانغو إلى الحدث العالمي محتلاً المركز الثالث في المجموعة اللاتينية.
نجح ميسي في تحقيق هذه العودة من الباب الواسع لأنه ذلك النجم الذي لا تحبطه انتقادات، ولا تثنيه مقارنة مع مارادونا، فهو أسطورة الملاعب، وساحر اللحظة، توقيت التألق يزيده بريقاً، فربما تجد نجوماً كثراً يظهرون في المناسبات الاعتيادية، ويبدعون في مختلف الفنون داخل المستطيل الأخضر، لكن قلة هم، بل معدودون، من يحملون على عاتقهم مهمة اللحظات الحرجة، والمواقف الصعبة، فعندما تسرب اليأس إلى قلوب الأرجنتينيين وغيرهم من محبي المستديرة، وأصبح التانغو ولاعبوه على بعد خسارة واحدة من الخروج ، انبرى قائد المهمات المستحيلة، وفي سيناريو قاتل شهدته المباراة الختامية، انبرى ليؤكد أن الذهب لا يصدأ، واجه كل التحديات وسجل الهاتريك الذي أعاد الحياة للملايين، وبعث من جديد حلم رفع الكأس قبل اعتزاله اللعب الدولي.
نجم ميسي في المهمة الصعبة، لأنه تحمل المسؤولية، ولم يواجه انتقادات الجماهير والصحافة، بأخذ ورد وزعل وصد، بل أخذ هذه الانتقادات بالمعنى الإيجابي، مقدراً اعتماد هذه الجماهير على شخصه لتحقيق أمنيات الصعود، وطموحات استعادة المنصة العالمية الغائبة منذ عام 1986، نجح لأنه لم يتفرغ لمنتقديه ولم يرد عليهم بعبارات لاذعة أو حركات غير مبالية، كما يفعل بعض من يسمون نجوماً، بل جاء رده في المستطيل الأخضر، وفي شباك الفريق المنافس، وهذا أفضل رد لأنه يسكت الجميع ويزيد المحبين حباً وعشقاً لهذا الساحر الأرجنتيني.
الليلة الختامية لتصفيات الأميركية الجنوبية فيها ما فيها من أحداث، منها ما تردد بعد مباراة كولومبيا وبيرو، بأن هناك تفاهماً أشبه بالتلاعب حتى ينتهي اللقاء بتعادل يقود المنتخبين إلى المونديال، لكن يبقى ميسي هو الحدث الأهم والأكبر.
صافرة أخيرة..
من مفارقات تصفيات التأهل إلى مونديال روسيا 2018 فشل تشيلي وأميركا والكاميرون أبطال قارات أميركا الجنوبية والكونكاكاف وإفريقيا في الصعود إلى الحدث العالمي القادم، ما فتح المجال واسعاً للسؤال التالي: هل سيلحق بهم منتخب أستراليا بطل آسيا عندما يواجه هندوراس في الملحق أم سيكون أفضل حظاً؟