بقلم : أحمد الحوري
ليس المهم أن يكون الإيطالي ألبيرتو زاكيروني، أو غيره مدرباً لمنتخبنا الوطني لكرة القدم، وليس المهم أن يكون أوروبياً أو لاتينياً، بل المهم، أو ربما الأهم، أن نختار من يستطيع أن ينتشل كرتنا قبل استحقاق كأس آسيا 2019، ويعيد لها بريقها الذي خفت تدريجياً منذ آخر مشاركة قارية، عندما احتل الأبيض المركز الثالث ونال برونزية آسيا، وصولاً إلى مرحلة الانطفاء إثر خروجه من التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018.
المهم أن نجد ذلك المدرب، بغض النظر عن اسمه وخبرته ولون شعره وعينيه، القادر على عمل توليفة حقيقية من اللاعبين، الذي يكون هو صاحب الاختيار وصاحب الامتياز الأول في التشكيلة التي يلعب بها المنتخب، نريد ذلك المدرب القادر على تخطي مسألة انتماءات اللاعبين وأنديتهم، ويركز على كفاءاتهم في المستطيل الأخضر، نريد مدرباً يعيد إلى الأذهان ما فعله الإيراني حشمت مهاجراني، في مطلع الثمانينات، عندما اختار أسماء لا يعرفها أكثر محبي ومتابعي كرة القدم الإماراتية آنذاك، لتمثيل منتخب الإمارات، واستطاعت هذه الأسماء بدورها، بعد أقل من عقد من الزمن، أن تصل بكرتنا إلى المونديال لأول وآخر مرة.
نريد أن يكون زاكيروني قادراً على التخاطب مع عقلية لاعبينا، الذين نصِفهم ترفاً ورفاهية بالمحترفين، نريده أن يخرج مكنونات إبداعاتهم بعقلية المدرسة الإيطالية التي تخلط بين الفن الكروي المهاري والطرق الدفاعية، نريد أن نرى الحماس «الآزوري» يكون طاغياً على لاعبينا في التدريبات والمباريات.
وحتى لا نحمل المدرب الجديد لمنتخبنا كل المستقبل، لا بد أن يدرك اتحاد الكرة أن نجاح زاكيروني، أو غيره، مرهون بعدة عوامل يجب أن يوفرها الاتحاد، على الاتحاد أن ينظم دورياً قوياً يعطي المدرب صورة حقيقية عن مستويات اللاعبين، على اتحاد الكرة أن يتعامل بحزم في الفترة القادمة مع كل المستجدات، فلا نريد أن نسمع مرة أخرى عن لاعبين تركوا المعسكر وذهبوا لتدخين «الشيشة» ويمر ذلك مرور الكرام، نتمنى على الاتحاد أن يعرف متى يتدخل إذا تحولت شخصية المدرب القوية إلى شخصية تسلطية، تجاه إدارييه ولاعبيه وإعلامييه، لا نريد مدرباً «أراجوزاً» أو آخر ديكتاتوراً، نريد أولئك القادرين على التحاور مع المدرب، فنياً، إذا حصلت تخبطات من مباراة إلى أخرى، هذه الخلطة السحرية إذا ما توفرت فالنجاح بإذن الله طريق الأبيض مستقبلاً.
صافرة أخيرة..
لا مجال للحديث عن ابتعاد زاكيروني عن التدريب ما يقارب السنتين، ولا مجال لمقارنة منتخبنا بالفرق والمنتخبات الأخرى، فكل ذلك ماض نريد أن يعززه المدرب الإيطالي بحاضر كرة الإمارات ومستقبلها.