بقلم : أحمد الحوري
هناك من يخالف التوقعات سلباً، كأن تقول مثلاً: «كان الفريق الفلاني مرشحاً لتخطي منافسه، لكنه فاجأ الجميع وخالف التوقعات، ولم يظهر بالصورة المتوقعة»..
وهناك من يخالف التوقعات إيجاباً، ويحقق ما لم يتوقعه الكثيرون، ويتخطى كل العقبات ويحقق الفوز، هذا الاتجاه العكسي بوجهيه، يثير الكثير من التفاعل من المتابعين، والأجمل أن تكون أنت صاحب الاتجاه الإيجابي، مثلما فعل فخر الإمارات، فريق الجزيرة، في مشاركته العالمية الأولى، فما قدمه فورمولا العاصمة، في ثالث نسخة مونديالية تقام على أرض الدولة، كان بمثابة الإبهار غير المسبوق.
فهو لم يكتفِ بالفوز الأول على حساب بطل أوقيانوسيا، أوكلاند النيوزيلندي، بل كرر النتيجة الإيجابية في مباراته الثانية، وهذه المرة على حساب بطل القارة الصفراء أوراو الياباني، وكأنه يقول، إذا هناك من توقع خروجي من الدور الأول، فها أنا ذا أكسر كل التوقعات وأخالفها مخالفة صريحة، وأصل إلى الدور نصف النهائي، كأفضل نتيجة إماراتية في تاريخ البطولة.
الجزيرة، فخرنا العالمي، تغلب على نفسه قبل أن يتغلب على الآخرين، فكلنا يعلم ما مر به هذا الموسم تحديداً، وبداياته المتعثرة، التي جعلت شريحة كبيرة من المتابعين، ومنهم الجزراوية أنفسهم، يستبعدون إمكانية استمراره طويلاً في البطولة العالمية، وذلك عطفاً على ما قدمه في المسابقات المحلية، لكن علي مبخوت ورفاقه، وضعوا كل هذه التوقعات جانباً، ودخلوا في تحدٍ مع الذات، ليؤكدوا أن بطل دوري المحترفين في النسخة الماضية.
وكأس صاحب السمو في الموسم قبل الماضي، ما زال يحتفظ بمميزاته التي قادته إلى هذه الألقاب، وأن عثرة البداية المحلية، لن تكون عقبة أمام طموحاته المونديالية، وهذا ما حصل بالفعل، فبحنكة فنية واقعية، نسج خيوطها المدرب الهولندي «تين كات»، ونفذها في المستطيل الأخضر، بشكل بارع، لاعبون كانوا بحجم الاستحقاق والتطلعات.
ما أعجبني في الجزيرة، أنه دخل كل مباراة، بجاهزية نفسية واضحة، تدل على التحضير الذهني العالي، ناهيك عن حضور بدني يتناسب مع طبيعة هذه البطولات، وأكثر ما لفت الانتباه في المباراتين، من وجهة نظري، الأسماء الشابة التي اعتمد عليها «تين كات»، ولم تخيب الظن، وظهرت وكأنها تمرست باللعب في مثل هذه الظروف، وهذا ما ساهم في تخطي المواجهتين بأقل الأخطاء وأكبر المكاسب.
صافرة أخيرة..
كل القائمة الجزراوية نفتخر أن نطلق عليها قائمة ذهبية، بغض النظر عن نتيجة مواجهة ملك العالم وأوروبا ريال مدريد، لكن خبرة علي مبخوت ودرع الجزيرة علي خصيف، كانت حاضرة في التوقيت المناسب.