بقلم : أحمد الحوري
إذا كنا نكرر ضرورة ألا نبالغ في الفرحة ولا نبالغ في مدح الأبيض ومدربه الإيطالي زاكيروني، بعد التأهل إلى نهائي خليجي 23، فهذا لا يعني أن لا نعبر عن سعادتنا بهذا التأهل أو نغفل عن الفكر الفني الرائع الذي لعب به منتخبنا، وطبقه لاعبونا بشكل جيد، طوال 120 دقيقة تكللت بتسديد أربع ركلات ترجيحية ناجحة، قادت منتخبنا الوطني إلى النهائي وفتح الأبواب واسعة للصعود إلى منصة التتويج والاقتراب من اللقب الخليجي الثالث بعد عامي 2007 و2013.
فلنترك من يشكك بأحقية وصول الأبيض إلى مباراة التتويج، وأن منتخبنا صعد بهدف وحيد جاء عن طريق ركلة جزاء، ودعونا نركز على أن ما يسعدنا هو أن منتخبنا الوطني تمكن من ترك بصمة، بعد النتائج المتراكمة والانتصارات السابقة، واستطاع خلق شخصية كروية قادرة على الدخول في أصعب الظروف وتخطي العقبات، حتى وهو في أقل عطاءاته ويقدم أضعف مستوياته.
وهذه سمات المنتخبات الكبيرة، وهو بلا شك من أبرز الإيجابيات التي خرجنا بها من هذا المعترك الخليجي بغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية، فمنتخب يتأهل إلى هذه المرحلة وهو يلعب بنظام جديد ومدرب جديد وبتشكيلة تضم عدداً من الأسماء الواعدة، وأيضاً وسط ابتعاد أبرز اللاعبين والركائز الأساسية عن مستواها الحقيقي، ومع هذا يوفق في اجتياز كل العقبات ويتخطى المنتخب تلو الآخر، دون أي خسارة ودون أن تهتز شباك حارسه، فهذا كله يدل على أن الأبيض باتت له «كاريزما» يختص بها تميزه عن غيره من المنتخبات المشاركة.
هذه أمور ضرورية يجب أن نبني عليها قبل مباراة التتويج المقررة غداً الجمعة، فما زالت هناك ملاحظات عديدة على جودة الأداء وفاعلية بعد الأسماء، لكن هذا لا يعني أن نتغاضى عن بقية الإيجابيات التي أفرزتها التجربة حتى الآن، وأولها المنظومة الدفاعية التي بدأت تبرز من مباراة إلى أخرى، ومع بعض اللمسات سيكون للأبيض شأن آخر في المستقبل شريطة أن تستعيد العناصر الأساسية قيمتها الحقيقية والمستوى المعروف عنها وهذا ما نراهن عليه في مباراة التتويج وما يليها مستقبلاً إن شاء الله تعالى.
صافرة أخيرة..
الجماهير هي الرهان الأول في مواجهة الجمعة والمبادرات التي بدأ الإعلان عنها تؤكد أننا مقبلون على مباراة جماهيرية من الطرفين.