أحمد الحوري
العلَم ليس مجرد قطعة قماش عليها أربعة ألوان، بل هو رمز يعيش في النفوس والوجدان، نبذل الغالي والنفيس ليبقى مرفوعاً خفاقاً، هو ما يميزنا بين الشعوب، هو ما يعني أننا ننتمي إلى هذه الأرض الطيبة، هو شعار يربطنا بهذا الوطن، علم يرفرف عالياً، ليؤكد للقاصي والداني أن هذه البقعة من العالم هي دولة الإمارات العربية المتحدة، الدولة التي أقامت أهم وأصدق وأقوى كيان وحدوي على وجه المعمورة.
عندما تحتفل الإمارات حكومةً وشعباً بيوم العلم في كل مدنها وقراها، بساحلها وصحرائها وجبلها، فإنما توجه رسالة إلى الجميع أن هذا الشعب لحمة واحدة مع قيادته الرشيدة، رسالة لا بد أن يفهمها القريب والبعيد أن هذه الدولة المعطاء التي أسسها المغفور لهم بإذن الله شيوخنا الكبار، وُلدت قوية، وأن كل هذا التلاحم الشعبي الذي نلمسه في كل عام في المناسبات الوطنية، ما هو إلا اعتراف بفضل زايد وراشد وإخوانهما المؤسسين الذين وضعوا اللبنة الأولى لهذا الصرح الذي بات مثالاً للوحدة الحقة.
اليوم يجتمع الرياضيون مع كل شرائح المجتمع في دولتنا الحبيبة من عاصمتنا الحصن أبوظبي إلى الفجيرة للاحتفال بيوم العلم، في اندماج جميل ومعبّر عن هذه المناسبة الغالية على قلوب كل الإماراتيين، فمثلما لليوم الوطني ذلك الوقع التاريخي المستمر والجميل في نفوسنا جميعاً، ليوم العلم أيضاً ذلك الوقع الرائع، فكل ما يربطنا بالوطن الغالي من مناسبات، يوطد من أواصر المحبة وتجديد الانتماء والولاء للأرض والعلم والقيادة.
اليوم تشارك الهيئات والمؤسسات والاتحادات والأندية في هذه المناسبة العزيزة، ويتسابق الجميع ليرفع علم الدولة على السواري وعلى المقار الإدارية وعلى البيوت، ليس لأنها قطعة قماش تزين المنظر وتزيد المشهد بهاءً، بل لأن هذا العلم هو ارتباط وجداني بيننا وبين هذه الأرض، لا يمكن أن يتغير مع مرور الأيام، وبقاء العلم عالياً وشامخاً ضرورة ملحة في الدولة وخارجها.
حيث إن كل من ينتمي إلى هذه الأرض هو سفير لبلده، وحامل لعلمها وشعارها، وتمثيله لهذا الشعار والعلم الذي يحمله يجب أن يكون على أحسن ما يرام، والرياضيون في مقدمة من يجب عليهم التمثيل المشرف لبلادهم، إذ إن رفع العلم على منصات التتويج شرف لا يدانيه شرف، ومناسبة يوم العلم فرصة لشحذ همم نجومنا المقبلين على استحقاق مهم يدافعون فيه عن لقبهم الخليجي، ونتمنى أن يكون الاحتفال هناك في الرياض بيوم العلم على منصة التتويج.