أحمد الحوري
عندما أقول ولا في الأحلام، فأنا هنا لا أتحدث عن مؤتمر دبي الرياضي الدولي في نسخته التاسعة، فالإشادة بهذا المؤتمر جاءت من البعيد قبل القريب، ونحن طبعاً شهادتنا مجروحة في هذا المؤتمر والقائمين عليه، ودائماً ما نترك الضيوف هم من يتحدثون عن إنجازاته والنقلة النوعية التي أحدثها منذ انطلاقته في عام 2006 حتى وصوله إلى ما وصل إليه اليوم من توهج عالمي.
جعل أصحاب القرار الرياضي، والكروي تحديداً، في المعمورة يتهافتون للمشاركة في جلساته ويدلون بدلوهم في محاوره، وهناك من يقطعون آلاف الأميال ليستمعوا لمتحدثيه وينهلوا من تجاربهم الثرية.
ولا في الأحلام اعني بها هنا، واشجع بها أولئك الذين لم يحضروا جلسات اليوم الأول من المؤتمر، فليس من السهل أن تلتقي بهذه الأسماء العالمية حتى لو عن طريق الصدفة، فما بالك وأنت تلتقيهم وجهاً لوجه لساعات، بل وتستمع منهم مباشرة لتجاربهم وسير حياتهم، وتكون هناك رحلة حقيقية بين افكار الإداريين وقصص خيرة اللاعبين.
فليس من السهل ان يقدم لك قامة فنية وإدارية بحجم الفرنسي ميشيل بلاتيني عصارة أفكاره كرئيس لأكبر اتحادات العالم وأهمها كروياً، ويهديها لك مجاناً وبدون مقابل، قد تختلف معه وقد تتفق وخاصة في ما قاله بخصوص الكارت الأبيض، كذلك لا يمكن لك ان تلتقي بأحد افضل حكام الكرة في العالم ويحدثك عن التدخلات التقنية وما احدثته من طفرة على مستوى التحكيم.
عزيزي الإداري عزيزي اللاعب، هنا في مؤتمر دبي الدولي تجد قائمة مختارة من افضل التجارب العالمية في مختلف القطاعات، فمن الغريب ان تبعد نفسك عن الخوض في هذه التجارب والاستفادة منها قدر المستطاع، فحتى الأحلام لا يمكن لها ان تجمع انزاغي وحديث عن ميلان، او الشعراوي وهو يسرد قصص بداياته وحديثه عن والده وما قدمه له منذ اختياره لعشقه الأول كرة القدم.
عزيزي المستثمر كيف لك أن تفوت فرصة السماع لتجربة خليجية في دخول عالم الاستثمار في الأندية الانجليزية كالتي قام بها رجل الأعمال الكويتي فواز الحساوي، أو السماع لبطرس بطرس وهو يسرد كيفية دخول الناقل الوطني طيران الإمارات عالم «البزنس» الرياضي واستثمارها في اعرق الأندية العالمية مثل الملكي ريال مدريد وغيره، أمام كل هذا لا تفوتوا الفرصة فما يتحقق في دانة الدنيا لا يتحقق ولا حتى في الأحلام.
صافرة أخيرة..
أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً..