أحمد الحوري
الخبر برغم صدوره رسمياً أمس، فإن بوادره تناولها المقربون من الشأن الاقتصادي والرياضي في دبي كثيراً خلال الأسابيع الماضية، ولكن لأنها دبي، ولأن القائمين على شؤونها مختصون بامتياز في عبقرية اختيار المكان والزمان، ارتأوا الإعلان عن اختيار النجم الأرجنتيني العالمي ليونيل ميسي أول سفير دولي لإكسبو دبي 2020، في لحظة فارقة رياضياً وعالمياً، وانتظروا تسجيل «البرغوث» رقماً قياسياً غير مسبوق، بحصوله على الكرة الذهبية بصفته أفضل لاعب كرة قدم في المعمورة للمرة الخامسة، وهو إنجاز يزيد من تسليط الضوء على «البرغوث» من كل وسائل الإعلام وبشتى مسمياتها وتوجهاتها، فكان الإعلان الرسمي عن هذه الخطوة.
هكذا هي دولة الإمارات العربية المتحدة، وهكذا هي دانة الدنيا دبي، تكون كل خطواتها محسوبة، وبالورقة والقلم، فعندما تردد اسم العالمي ميسي سفيراً لإكسبو 2020، لا سيما خلال وجوده في الدولة لحضور جانب من مؤتمر دبي الدولي الرياضي الذي اختتم أخيراً، لم يتم تأكيد أو نفي الخبر من الجهات الرسمية، فكان الانتظار «ضربة معلم» باقتدار، حيث لم تمر سوى ساعات قليلة بعد تتويج نجم نجوم العالم، حتى بثت وكالات الأنباء العالمية تعيينه في هذا المنصب الشرفي، وهو اختيار له دلالاته، وتوقيت له دلالاته أيضاً.
فوز الأسطورة ميسي بالكرة الخامسة هو الوقت المثالي لمثل هذا الإعلان، فحدث عالمي تنتظره كل قارات الدنيا، وهو إكسبو 2020، لا بد أن يكون مروّجوه وسفراؤه بحجم وضخامة ومكانة دولة الإمارات ودبي وأحداثها، فلن تجد أبلغ من نجم فاز بجائزة أفضل من لعب كرة القدم 5 مرات، ليمارس دوراً بارزاً ضمن داعمي الحدث المرتقب.
من سيقوم بمثل هذه المهمة الكبرى ويعطيها الصبغة والانتشار العالمي مثل ميسي الذي يمتلك رصيداً جماهيرياً على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي يزيد على الـ80 مليون متابع، وبحسب آخر الإحصاءات نجد أن الأسطورة الأرجنتينية يعرفه أكثر من 85% من الناس حول العالم، مما يجعله أكثر الشخصيات تأثيراً في كرة القدم وفي المعمورة.
القضايا العالمية ذات الشأن والاهتمام التي سيتم التركيز عليها في معارض إكسبو 2020، تحت مسمى «تواصل العقول وصنع المستقبل»، كما أشارت معالي ريم الهاشمي، وزير دولة، المدير العام لمكتب إكسبو 2020، لن تجد طريقة أنسب من ميسي وأمثاله لإيصال الهدف وتحقيقه خلال السنوات المقبلة، لا سيما أن الحدث يسعى إلى استقطاب مئات الدول وملايين من البشر للاحتفال معاً بإبداعات الإنسان، والحديث مع الأطراف المعنية لاستكشاف أوجه الترابط والعلاقات وبحث التعاون والمشاركة.
صافرة أخيرة
أهلاً ميسي، أهلاً إكسبو 2020، عبقرية المكان والزمان..