أحمد الحوري
كنت من المحظوظين، خلال شهر رمضان المبارك، بالتشرف بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مرتين، الأولى خلال الإفطار السنوي الذي أقيم لوسائل الإعلام المحلية والعربية، والثانية خلال لقاء سموه بالقيادات الرياضية والشبابية، أول من أمس، بقصره العامر بزعبيل.
اللقاء، كعادة اللقاءات التي تجمع سموه مع المسؤولين، لم يكن عادياً، بل كان بمثابة جلسة حوارية ونقاشية جمعت بين راعي الرياضة الأول في الدولة، وصاحب استراتيجية المركز الأول، مع أبنائه من القيادات الرياضية والإعلاميين في هذا المجال.
تحدث بعفوية ولكن بعمق، عن أهمية الرياضة، والدور الذي يجب أن نقوم به لتعزيز مفهوم الرياضة في مجتمعنا، والعمل على بناء أبطال وبطلات يرفعون اسم الإمارات عالياً في كافة المحافل.
لم يكن أمراً أو وعيداً أو تهديداً، بل كان كلاماً من قلب قائد محب للصدارة، إلى قيادات تعمل بكل جد واجتهاد لتنفيذ فكر رقي الرياضة الإماراتية، والوصول بها إلى كافة المستويات العليا، بدأ بنفسه وكشف عن برنامجه اليومي، وارتباطه الدائم بالرياضة وممارستها مهما كانت الظروف ومهما كثرت المشاغل.
هذا هو فارس العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الفارس المقدام، صاحب الإنجازات، هذا هو القائد الذي لا يركز فقط على السياسة والاقتصاد، بل مبادراته ورؤيته تمتد إلى كافة مجالات الحياة، ومنها الرياضة، بل ويعطيها الأولوية نظراً لأهميتها في تعزيز سمعة الدول، والرقي بها، كيف لا ونحن في الإمارات أصبحنا من الدول التي تنظم وتستضيف أكبر الأحداث الرياضة الدولية، وبدأنا بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة ورؤيتها السديدة في تأسيس جيلنا الحالي على حب الرياضة، وتحقيق المركز الأول الذي يطمح له الجميع، حيث تعززت هذه الرؤية عبر إقامة الأولمبياد المدرسي سنوياً، بهدف اكتشاف المواهب الدفينة، والكنوز الثمينة الكامنة في داخل أبنائنا وبناتنا في الدولة.
وتجلت رؤية فارس العرب الوطنية، عبر إعلانه بأن اليوم الوطني الرابع والأربعين، سوف يكون عرساً رياضياً كبيراً، يشارك فيه كل أبناء الدولة، والمقيمين على أرضها، من خلال يوم رياضي وطني مفتوح، إنها ليست رسالة عابرة، بل هي رسالة انتماء ووفاء لروح الاتحاد، مغلفة عبر الرياضة، لتأكيد أن الرياضة والرياضيين جزء راسخ ومتين في نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة.
أكررها مرة أخرى أيها السادة، هذا هو محمد بن راشد، الذي نعتز به ونفتخر بكونه الداعم، والراعي، والرجل المثابر الذي يعمل بلا كلل ولا ملل من أجل رفعة وطننا الحبيب على كافة المستويات.
صافرة أخيرة
كلمة قالها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال اللقاء، ومازالت أصداؤها تتردد في مسمعي حتى هذه اللحظة «الجسم السليم المعافى هو مصدر سعادة الإنسان، حيث لا يمكن أن يكون الشخص سعيداً إذا كان عليلاً في صحته»، فعلاً إنها حكمة يجب أن نقتدي بها في حياتنا العملية، وهي صادرة من رجل عملي، يؤمن بالعمل، بل يسعى دائماً إلى أن يبدأ العمل من هذه اللحظة.