أحمد الحوري
نحن مقتنعون تماماً بأن من حق الأمير علي بن الحسين، نائب رئيس «فيفا» رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، أن يترشح لأي منصب يراه مناسباً، ويتفق مع إمكانياته وقدراته وخبراته التي نقدرها ونحترمها، كقيادي مارس العمل الإداري الرياضي بشكل عام، وفي كرة القدم بشكل خاص، ولكن قرار الترشح لمنافسة بلاتر على كرسي رئاسة امبراطورية كرة القدم العالمية..
كان مفاجئاً لنا كإعلاميين، ولمختلف القطاعات الإدارية المهتمة بالشأن الرياضي والكروي عربياً وقارياً، فاقتحام هذه المعركة الشرسة وتهديد «الدكتاتور» الأول جوزيف سيب بلاتر على عرش الإمبراطورية، ليس بالأمر السهل حتى لو كانت هناك تفاهمات و«تربيطات» وتحالفات، فكيف ستكون الأمور إذا كانت الخطوة التي اتخذها الأمير علي بن الحسين من دون اتفاقات مسبقة مع قيادات الجوار العربي والإقليمي.
ما تابعناه من ردود الأفعال على ترشح الأمير علي بن الحسين، خصوصاً تلك التي جاءت من الشخصيات المؤثرة على المستوى القاري مثل الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، وكذلك التصريحات السابقة للأمير طلال بن بدر آل سعود، وأيضاً ما قاله عدد من رؤساء الاتحادات الوطنية الخليجية والعربية، من أن أصوات القارة الآسيوية ستكون لصالح بلاتر ضد منافسه الوحيد سابقاً الفرنسي جيروم شامبين..
تجعلنا على يقين بأن الأمير علي بن الحسين لم يناقش خطوة الترشح مع هذه القيادات، وهنا المجازفة الحقيقية التي نتمنى أن تكون محسوبة من قبل الأمير، فالوقوف في وجه بلاتر، خصوصاً فيما يهدد وجوده، لا يمكن أن يتحقق دون الوقوف على أرض صلبة، فدرس القطري محمد بن همام لايزال عالقاً في الأذهان، وحادثة خروجه من اللعبة، لا يمكن أن تنساها الذاكرة، رغم أنه في حينها يعتبر من الرجال الأقوياء الذين يمتلكون في أيديهم الكثير من الأوراق، لكن كل ذلك لم يشفع له وأصبح مجرد اسمه تحوم حوله حتى الآن الكثير من الأقاويل الإيجابية والسلبية.
كعربي، أتمنى من القلب أن يحقق الأمير علي بن الحسين الآمال، ويكون الرئيس العربي الأول لدولة «فيفا»، وينهي غطرسة السويسري بلاتر، لكن الامنيات شيء والواقع شيء آخر، ولعبة الانتخابات يجيدها القليلون فقط، ونتمنى أن يكون الأمير علي منهم، نتمنى أن تكون الأيام المقبلة التي تسبق التصويت كفيلة بتغيير التوجهات والتوجيهات، وأن يتلاقى قرار دعم المرشح للرئاسة مع تطلعاتنا، وأن نعرف كيف «نلعبها صح»، وأن لا نفقد العصفور الذي في اليد مقابل العصافير التي على الشجر.