أحمد الحوري
في إحدى رحلاتي الى خارج الدولة، التقيت شخصا أوروبيا طرح علي سؤالا عفويا، أعتقد أنه لسان حال الملايين، كيف استطاعت دبي، هذه المدينة الصغيرة، أن تكون حديث العالم؟ فكان جوابي بدون تردد: لأن هذه المدينة يقودها رجل لا يقنع إلا بالتميز ولا شيء سواه.
تذكرت هذا اللقاء عند دخول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الى القاعة المخصصة لمؤتمر دبي الرياضي الدولي في نسخته العاشرة، لحضور الجلسة الافتتاحية، تذكرته وأنا أرى هذا المؤتمر يتحول من مجرد فكرة رأت النور عام 2006، الى حدث عالمي ينتظره صناع القرار في مختلف دول المعمورة، رجعت بالذاكرة الى تسع سنوات فائتة، وكيف اقتدى القائمون على المؤتمر وفي مقدمتهم مطر الطاير نائب رئيس مجلس دبي الرياضي..
ومحمد الكمالي رئيس اللجنة المنظمة، برؤى صاحب السمو حاكم دبي، وبتوجيهات ولي عهده الفارس سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي الرياضي، لجعل الحدث وفي ظرف زمني قصير لا يتعدى الأعوام العشرة، علامة تجارية غير مسبوقة.
من يتوقع أن مؤتمر دبي الدولي الرياضي لقي هذا النجاح منقطع النظير، لأنه جمع قامات رياضية من مختلف أصقاع العالم، أو لأنه حظي بمشاركة مارادونا أو كريستيانو رونالدو سابقا، أو ميسي هذا العام، فهو واهم ولا يعرف أبجديات الإدارة وفن الابتكار والتميز..
فلولا أن المؤتمر ترك بصمته العالمية مبكرا وبات ذا شهرة مدوية في السوق الرياضية الدولية لما وافقت هذه الأسماء الكبيرة على الحضور والمشاركة بكل أريحية، هل يخيل لعاقل أن نجوماً بحجم وشهرة مارادونا أو رونالدو أو ميسي، وغيرهم من أوائل المشاركين في المؤتمر، سيقطعون آلاف الأميال للحضور الى دبي دون التدقيق في كل ما من شأنه ان يحفظ أمنهم، ويزيد من شعبيتهم ويوسع شهرتهم، إن السمعة التي اكتسبتها دانة الدنيا دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الماضية، والتي ترسخت بفضل قادتنا وأفكارهم السديدة، هي التي جعلت الأسماء العالمية، في مختلف المجالات، تتهافت لزيارة إماراتنا وتخليد هذه الزيارات في لقطات تذكارية سجلتها كاميراتهم وحساباتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
فها هو الأرجنتيني ليونيل ميسي وفور انتهائه من الجلسة الافتتاحية يتجه مباشرة الى شواطئ وسواحل دبي ليسجل حضوره بلقطة رائعة مع برج العرب، المعلم البارز في دانة الدنيا.
لن أتحدث كثيرا عما قدمه المؤتمر للرياضة والرياضيين، فيكفي أن هناك اكثر من 200 قضية تم طرحها في مختلف مجالات الرياضة، ويكفي أن ما يقارب من 300 شخصية من شتى القطاعات حضرت وأدلت بدلوها في هموم الكرة وغيرها، وكما يقال الأرقام لا تكذب، والنجاحات تتواصل والتميز مستمر.
صافرة أخيرة..
"في سباق التميز ليس هناك خط للنهاية" ..
محمد بن راشد آل مكتوم