أحمد الحوري
يتوقف الحديث مؤقتاً عن انتخابات كرتنا المحلية، وتتجه بوصلة الإعلام المحلي والقاري والعالمي، إلى زيوريخ السويسرية، حيث ينتظر العالم ما ستسفر عنه موقعة الجمعة، ومن سيعتلي من المرشحين الخمسة، عرش إمبراطورية كرة القدم في كوكب الأرض.
إنها ليست الأولى ولن تكون الأخيرة التي يجتمع فيها ممثلو 209 دول لاختيار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولكنها المرة الأولى التي نشهد انتخابات هذه المنظمة وهي تقام في هذه الأجواء، وفي أوج الحرب القائمة لتطهير البيت الكروي العالمي من الفساد الذي «عشش» على مدى سنين طويلة.
إنها المرة الأولى.. نصل إلى يوم الاقتراع المنتظر ونحن نرى الطموحات العربية يحمل لواءها في معركة كرسي الرئيس شخصيتان مرموقتان، الأمير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، ولكن المؤسف أنهما ينافسان بعضهما قبل أن ينافسا الآخرين.
كنا نريد أن يتحقق هذه المرة الحلم الذي عجز عن تحقيقه القطري محمد بن همام، أول من فكر في اقتحام الاستحقاق الرئاسي، وخسر كل شيء، واكتفى بالإقامة الجبرية، معتزلاً كل ما يمت للكرة بصلة، والأمير علي بن الحسين أول من صرح علناً، بضرورة الكشف عن الفساد الكروي العالمي المستشري في جسد «فيفا»، وأول من تجرأ ودخل في منافسة حقيقية لمواجهة وإسقاط الإمبراطور السابق، راعي الفساد - كما بينت التحقيقات - جوزيف سيب بلاتر.
نعم، كنا نمني النفس، كما أشار يوسف السركال، في أن يتنازل أحدهما للآخر، وأن يكون الصف العربي الآسيوي متحداً خلف مرشح واحد، ولكن فكرنا العربي طغى على كل شيء، وصار لزاماً أن تتفرق الأصوات بين القبائل، ويكون المستفيد الأول السويسري إنفانتينو الذي سيكون أقرب المرشحين الخمسة لاعتلاء منصة الرئاسة العالمية.
ما من شك أن لكل شخص حريته المطلقة في الاستمرارية حتى النهاية، في هذه المعركة التي اختار المشاركة فيها، ولكن إضاعة الفرصة التاريخية السانحة لأول مرة أمام العرب، بعد تساقط الأقوياء بلاتر وبلاتيني وفالكه، ستكون لها آثارها السلبية على استعادة مثل هذه الحظوظ من جديد، وعندها سيكون البكاء على اللبن المسكوب غير مجدٍ بالمرة.
صافرة أخيرة..
منع التصوير بتاتا في غرفة الاقتراع، ومطالبات التأجيل، وغيرها من مفاجآت اللحظات الأخيرة، أمور ستصب في مصلحة السويسري إنفانتينو والساعات المقبلة ستؤكد ذلك.