أحمد الحوري
هكذا هي كرة القدم صادمة في أحيان كثيرة، فعندما تعتقد أنها فاتحة ذراعيها لاحتضانك ومكافأتك، وإن ودها بات حتمياً تغيرت وقلبت لك ظهر المجن، حتى انطبق عليها قول الشاعر:
بينما المرء رخيّ باله
قلب له الدهر ظهر المجن
فما حدث للمنتخب السعودي الشقيق في ختام الدور التمهيدي للمجموعة الثانية، وخروجه المؤثر بعد خسارته أمام أوزبكستان بثلاثة أهداف لهدف، خير مثال على أهوال كرة القدم، وأحكامها الصعبة، فبعد أن تعشمت الجماهير السعودية خيرا بمنتخب بلادها، واستشعرت قيام انتضافة خضراء تعيد المنتخب إلى الواجهة الآسيوية من جديد.
وبعد أن شعر اغلب المراقبين والمتابعين أن الأخضر السعودي اقرب للتأهل إلى الدور الثاني من أي وقت مضى، لاسيما وهو يلعب بفرصتي الفوز والتعادل أمام نظيره الأوزبكي، وكان التفاؤل هو السائد في مختلف الأوساط السعودية جماهيراً وإعلاماً وإدارة.
فعطفاً على ما قدمه هزازي والسهلاوي وزملاؤهم في مباراة كوريا الشمالية، في الجولة الماضية، كنا نتوقع أن الأخضر سيستثمر كل هذه المعطيات لتخطي هذه العقبة والمضي إلى المجد الغائب.
حتى مجريات المباراة كانت في صالح المنتخب السعودي، خاصة بعد عودة الأخضر بتسجيله هدف التعادل عن طريق السهلاوي في بداية الشوط الثاني، واستعادة الآمال كون التعادل كما ذكرنا يؤهل السعوديين، لكن لأن المباريات فيها جزئيات بسيطة تحسم النتائج تعامل معها الأوزبك بكل اقتدار، وسجل هدفين إضافيين كفلا لكتيبة قاسيموف التأهل الصعب وانتزاع الورقة الثانية خلف التنين الصيني.
قد يقول قائل إن الخروج السعودي منطقي، ولا يمكن لمباراة واحدة أن تصحح كل الأخطاء السابقة، وكل التداعيات التي حصلت طوال الفترة السابقة بدءاً من كأس الخليج وصولاً إلى أستراليا، ومن غير المنطقي – كما يقول أصحاب هذا الرأي – أن تتجاوز كل عثراتك السابقة بمجرد فوز واحد، وهناك تركة ثقيلة لا يمكن أن تزيحها نتيجة أو حتى تأهل.
وعلى الجانب الآخر هناك من يقول: إن من حق السعوديين أن يعيشوا حالة التفاؤل التي مروا بها في الفترة الماضية، فما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.. والسؤال الآن بعد هذا الخروج الحزين كيف سيتعامل الإعلام السعودي الأخضر وملفاته المؤجلة؟.
صافرة أخيرة..
الأبيض الإماراتي يبحث اليوم عن الصدارة أمام إيران والنقطة كافية كونه يلعب بفرصتين لينتزع المجموعة الثالثة، الثقة موجودة والعزم حاضر ومنصور يا منتخبنا..