محمد الجوكر
*يبقى النادي الأهلي، أحد رموز الرياضة الإماراتية عامة والكروية خاصة، فقد عاد الفرسان من جديد إلى الواجهة بلقب السوبر، بعد أن اجتاز الزعيم الفريق القوي متصدر دوري المليار، ليؤكدوا المكانة التي وصلوا إليها، وبالتالي نبارك للنادي الأهلي إنجازه الأول في الموسم الحالي، بعد الفوز المثير والقاتل على العين بطل كأس صاحب السمو رئيس الدولة بهدف هو الأغلى سجله سالمين خميس، ابن مدير النادي، ليكون اللقب الثالث على التوالي وهو رقم قياسي.
كما أنه رقم خاص للمدرب كوزمين الذي أحرز لقب كأس السوبر للمرة الثالثة على التوالي، والمفارقة الطريفة أنه أحرزه مع العين والأهلي طرفي النهائي، وهو ما يؤكد أيضاً أحقيته في أن يطلق عليه لقب صائد البطولات، فهو حقاً سوبر المدربين، بعد هذه النجاحات، واستطاع أن يلعب دوراً مهماً ومؤثراً من داخل الملعب وخارجه، ومنها تصريحاته القوية قبل اللقاء، ويبدو أنها أثرت في اللاعبين دون الحكام، وإن كانت بعض التصرفات التي شاهدتها داخل الملعب بينه وبين مشرف فريق العين حماد، لم تعجبني وانتهت بطرده مع مدير الفريق العيناوي، في وقت يجب أن يكون هؤلاء نموذجاً لنا، وأثبت الأهلي أنه بطل قد يمرض وقتياً لكنه لا يموت، وهذه تنطبق عليه، فالمتابعة والدعم المادي والمعنوي الذي وجده الفريق وراء الفوز الثمين، وأكد أن الأهلي هو الرقم الصعب.
حيث يدخل التاريخ الكروي عاماً بعد الآخر بالأرقام القياسية، وهذا راجع إلى المتابعة المستمرة من قيادة النادي، وحرصهم على توفير كل مقومات النجاح والوقوف خلفه ومؤازرته في جميع الأوقات؛ لأن تحقيق الانتصارات والفوز بالمركز الأول في كل الجبهات، هو الشعار الذي رفعه فرسان فزاع، وليمارس الأهلي هوايته ويبقى على منصات التتويج، يعانق بطولات لها وزنها المعنوي والفني، وهنا لا بد من الإشارة إلى دور إدارة الأهلي بقيادة عبد الله النابودة وزملائه، ومروراً بالجهاز الفني الناجح الذي رقص رقصة البطولة، ولعب الدور التكتيكي، إذاً لا خوف على الفريق، طالما لديه مدرب كبير بكفاءة كوزمين، بخلاف روح الأسرة الواحدة في النادي، بدءاً من المقر الاجتماعي ومقر الجمهور وبقية المكاتب المتآلفة، وكل العاملين في النادي لهم دور في العمل المتجانس وتحقيق المكاسب، فالكل يعمل في حب الأهلي، وهذه إحدى العوامل المهمة الغائبة عن كثير من الأندية.
رغم تواضع وظروف الفريق الصعبة هذا الموسم، لإخفاقه في الدوري، بعد سلسلة التغييرات التي أجراها في اللاعبين الأجانب هذا الموسم، التي هزت الفريق وأثرت على الأداء الجماعي، لكن الفوز بالسوبر عوض ذلك، بل إنه جاء على حساب فريق بطل منذ أن عرفناه، وهو المرشح الأقوى للفوز بدوري المحترفين هذا الموسم، والذي نتمنى له أن يواصل التفوق القاري، ويكرر إنجاز الفوز باللقب الآسيوي.
*من حق الفرسان أن يخرجوا ويعبروا عن فرحتهم الكبرى بناديهم الذي كتب اسمه بحروف من ذهب منذ عشرات السنين، وأصبح رمزاً من رموز الرياضة الإماراتية، وبالفعل الأفراح بدأت من العاصمة الى حيث مقر النادي في القصيص بدبي، حتى إشعار آخر، وفي يوم مشهود جرت أحداثه في أجمل الملاعب وهو استاد محمد بن زايد بنادي الجزيرة، وإذا كانت لنا من ملاحظة على لقاء السوبر، فهي ظاهرة لا نقبلها شاهدناها في ملاعبنا بصورة غير حضارية، تمثلت في قذف بعض الجماهير العيناوية أحذيتهم، بصورة لا يقبلها نادي العين، اعتراضاً على قرارات الحكم، وهذا السلوك مرفوض رفضاً تاماً؛ لأنه يسيء لنا جميعاً، خاصة وأن المباراة كانت منقولة على الهواء، كما أنها تسيء لقدسية الملاعب التي يجب أن نحترمها ونحن مقبلون على تنظيم أحداث رياضية كبرى وما حدث يجب أن لا يمر مرور الكرام.. والله من وراء القصد.