محمد الجوكر
■ تتجه الأنظار نحو بيت العرب، مصر، التي تستضيف مؤتمر وزراء الإعلام العرب، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لمناقشة دور الإعلام العربي في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف، بمشاركة وزراء ورؤساء أجهزة الإعلام العربي، وكان لي شرف الحضور، وترأست وفد الإعلام الرياضي في بداية التسعينيات، في مؤتمر كان مخصصاً لمسيرة الإعلام الرياضي، فالجامعة تضم قاعات بأسماء الأمناء العامين، الذين تولوا أمانة الجامعة العربية، واليوم، لله الحمد، أصبح الاستقرار وراء استضافة أم الدنيا اجتماعات وزراء العرب في كل التخصصات، قبل أيام كان اجتماع وزراء الرياضة، واليوم وزراء الإعلام، وتكون أمامهم جملة من القضايا الجوهرية، فالأجواء هذه المرة مطمئنة، على غير العادة، لتوحيد كلمة العرب إعلامياً، في ظل ابتعادهم سياسياً، فالكل يغرد خارج السرب، حتى في الإعلام، السلاح الأخطر، فالعرب مطالبون بالوقفة الصادقة، بعيداً عن الإسفاف الإعلامي، ونتطلع إلى إعلام جديد.
** إعلامنا العربي لاحول له ولا قوة، بسبب ضعفه، حيث وصلت الصورة الإعلامية العربية إلى مستوى هزيل، فلم يعد إعلامنا، خاصة المرئي، يقدم المفيد، فالتركيز اليوم جاء على مبدأ الجمهور (عاوز كده)، فيلعب الإعلام دوره السلبي، ويتضرر منه المتلقي، فمثلاً، على الصعيد المحلي، طالبنا بحماية الشغب وعقدنا مؤتمراً وأحضرنا الخبراء، ومعظمهم غير مختصين، وما هي النتيجة؟ أحداث شغب وضرب وتحطيم، وصلت حتى في مباريات الصغار في كرة اليد، وبالأمس، وعلى الهواء في مباراة كرة اليد، شاهدنا معركة وفضيحة على الهواء، حتى الزملاء في قناة الشارقة لم يسلموا من الفوضى التي تعرضوا لها، صحيح أنها حالات فردية، لكن أين الإعلام منه؟
فأصحاب القرار الإعلامي الذين يجتمعون في مصر، أمامهم مسؤولية كبيرة، لا نريد الكلام المعسول الذي نسمعه ونقرأه ونشاهده، نريد قولاً وفعلاً، نريد كلمة واحدة، مثلاً، كأس الخليج العربي لكرة القدم على الأبواب، وستقام في ديسمبر، هل ستسمح للقنوات نقلها، أم تظل حكراً للبعض؟ كل هذه الأسئلة لا بد أن تطرح، فالإعلام والرياضة وجهان لعملة واحدة.
■ لقد تم عقد 46 اجتماعاً لمجلس وزراء الإعلام العرب، فما هي الفائدة التي جنتها دولنا العربية، تساءلوا بالله عليكم، هل حققنا التوحيد الإعلامي في مختلف أشكاله؟ أم ظللنا ننسق ونوحد الكلمة عبر الاجتماعات، بينما ليست هناك أفعال حقيقية نستفيد منها، لا بد أن نغير مفهومنا اليوم، فالإعلام خطير جداً، وأمامه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على المجتمعات العربية، فالمؤتمر الذي انطلق أمس، اعتمد محور دور وسائل الإعلام في نشر قيم التسامح ومكافحة التطرف، ليكون محوراً فكرياً للمناقشة، يعكس أهمية الموضوع، في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات، ويبرز الدور الكبير لوسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام وتوجيهه بشكل صحيح..
وأرى أن الرياضة أحد أهم الوسائل للمساهمة في هذا المشروع القومي العربي الكبير، للوقوف ومواجهة الإرهاب من الناحية الإعلامية، وكيفية تحصين دول المنطقة من الدعاية الإرهابية التي توجه للتأثير في الرأي العام العربي، فالاجتماع مطالب بوضع حد لتعزيز العمل الإعلامي العربي، والتأكيد على ضرورة المحافظة على ميثاق الشرف الإعلامي العربي، ويكفينا حفلات التكريم والبهرجة، نحن أمام مرحلة هامة من مصير الأمة، وتخصيص يوم للإعلام العربي للاحتفال به كل عام، وذلك انسجاماً مع ميثاق الجامعة العربية. أقولها بكل أسف، إنها أصبحت مكررة، وأتفق مع التطرق لوضع الإعلام الإلكتروني العربي وإسهاماته في القضايا العربية، وتوضيحها للمجتمع الدولي، وكذلك تعزيز دور مواقع التواصل الاجتماعي لخدمة القضايا العربية، هذه الأكثر خطورة!!.. والله من وراء القصد.