محمد الجوكر
يوجد بيننا حالياً، فريقان خليجان شقيقان، هما القادسية الكويتي وأربيل العراقي، حيث يتواجهان السبت المقبل في نهائي كأس الاتحاد الآسيوي على استاد مكتوم بن راشد بنادي الشباب بدبي، وبالتأكيد نسعد بوجود الفريقين على أرض الإمارات، متمنياً أن نستمتع بالأداء ونشاهد الكرة العراقية الكويتية كما عهدناها صاحبة صولات وجولات، وتذكرنا بالزمن الجميل، فالتنافس القوي بينهما كان وما زال منذ الستينيات حتى يومنا هذا، والله يوفق الجميع، ومن جانبه، انتهى نادي الشباب من وضع كافة الترتيبات اللازمة لنجاح المواجهة الآسيوية، ولي من الحكايات التي لا أنساها أبداً، ففي عام 2000، كنت مشرفاً على البطولة العربية الأولى لكأس الأمير الراحل فيصل بن فهد في القاهرة، باستفاضة نادي الزمالك، وكوني ممثلاً للاتحاد العربي لكرة القدم من اللجنة الإعلامية، وهناك توليت الإشراف على سير أعمال اللجنة الإعلامية، ومن بين المفارقات الجميلة، أنه تم توقيع اتفاقية توأمة وقتها بين ناديي الكويت والشرطة العراقي، بحضور قادة الرياضيين العرب، وكان مشهداً جميلاً.
جاء بعد أحداث الغزو المعروف للجميع، والذي أدى إلى مقاطعة وانشقاق عربي، وانقطعت بالطبع العلاقات بين البلدين، ولكن هذه البطولة أعادتها من جديد، وقام بتوقيع التوأمة بين الناديين مرزوق الغانم، وهو حالياً رئيس مجلس الأمة الكويتي، والحارس العملاق رعد حمودي، والذي يتولى حالياً رئاسة اللجنة الأولمبية العراقية، والأجمل، أن مراسم التوقيع تمت بقلمي الخاص، والذي ما زلت أحتفظ به في مكتبتي، كأحد الذكريات الجميلة الخالدة في الأذهان.
وأغرب ما قرأته أمس في الصحافة الكويتية، هو التعميم الذي وجهته الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، تحت مسمى من أين لك هذا (الذمة المالية).فقد سارع الاتحاد الكويتي لكرة القدم، كأول الاتحادات الرياضية التي تتلقى تعميماً من الهيئة العامة للشباب والرياضة تطلب فيه بيانات أعضاء مجالس إدارات الهيئات الرياضية كافة (أندية واتحادات)، وإقرار الذمة المالية لكل عضو، وحسب ما قرأت في صحيفة »الرأي«، أن هذا التعميم جاء بناء على طلب من قبل هيئة مكافحة الفساد، وموجه إلى الهيئة العامة للشباب والرياضة، لعمل قاعدة بيانات أساسية لكل العاملين في القطاع الرياضي، تتضمن الاسم، والرقم المدني، وجهة العمل وإقرار الذِّمة المالية لكل عضو مجلس إدارة في نادٍ عام أو خاص، وكذلك الاتحاد الرياضي.
ويذكر أن هيئة مكافحة الفساد الكويتية هيئة مستقلة خاصة بمكافحة الفساد، تختص بإحالة المخالفات والتجاوزات المتعلقة بالفساد المالي والتحري عن أوجه الفساد في العقود العامة، وعقود التشغيل والصيانة، وغيرها من العقود المتعلقة بالمال العام، ونشر الوعي بمفهوم الفساد المالي، وبيان أخطاره وآثاره، وأهمية حماية النزاهة وتعزيز الرقابة الذاتية، وكذلك اقتراح الأنظمة والسياسات اللازمة لمنع الفساد المالي ومكافحته، وإجراء مراجعة دورية للأنظمة واللوائح، وتقوم الهيئة العامة للشباب والرياضة الكويتي حالياً بالعمل جاهدة لتطبيق قرار هيئة مكافحة الفساد، من خلال إصدار نظام ثابت، يقدم من خلاله العضو المنتخب للهيئة الرياضية، كشف الذمة المالية خلال تسعين يوماً من تاريخ انتخابه في المنصب، ويقدم كل خمس سنوات، وهنا، أشير أيضاً لما نشر بأن هناك عقوبات التأخر في تقديم الإقرار الأول منها معاقبة من يتأخر بغرامة مالية قدرها 500 دينار، وإذا زاد عن 90 يوماً بعد إنذاره يعزل من الوظيفة، أما التأخر عن تحديث الإقرار بعد 90 يوماً فغرامته 3000 دينار، في حين أن عقوبة التأخر الثاني الحبس لمدة سنة مع العزل من المنصب، وأما الإقرار الأخير عقوبته الغرامة 5000 دينار، والتأخر عن ذلك عقوبته الحبس أيضاً، وهذه السابقة الأولى من نوعها على صعيد العمل الإداري الرياضي على مستوى المنطقة العربية.. والله من وراء القصد.