محمد الجوكر
Ⅶ لحظات تاريخية، عاشتها الرياضة الإماراتية، بعد قرار المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم في جلسته، أول من أمس، بالبحرين، عندما منح أعضاء المكتب، الثقة للإمارات في شرف تنظيم النسخة السابعة عشرة لنهائيات كأس آسيا عام 2019، خلال عشر دقائق فقط، اتفق فيها الجميع على أحقية ملفنا القوي، والذي وجد دعماً مباشراً من القيادة السياسية والحكومة الرشيدة.
والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، والذي عبر عن سعادته بهذا الفوز الذي يعكس اهتمام الدولة بالرياضة والرياضيين، فقد جاءت تصريحات سموه واضحة المعالم ورسالة مهمة لكل من يعنيهم الأمر للعمل الجاد من أجل إقامة وتنظيم بطولة استثنائية في تاريخ الاتحاد القاري.
والذي نعتبره اتحاداً وطنياً كون من يتبوأ منصب كرسي الرئاسة أحد أبناء الخليج وهو البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، والذي يجد الدعم والمساندة من قادتنا، لأنهم يؤمنون بدوره وبعطائه في سبيل خدمة الكرة الآسيوية، وقد أثلجت صدورنا جميعاً تلك اللحظات التاريخية ونحن نتابع الحدث على الهواء مباشرة، ونعيش مع الجميع المناسبة السعيدة أولاً بأول.
وقد بين «بوزايد» ماهية هذا التنظيم للدولة التي تؤمن في سياستها بأهمية دور الرياضة في تقارب الشعوب والأمم، خاصة في بطولة مثل كأس الأمم الآسيوية، وفي قارة تضم 46 دولة منضوية تحت لواء اتحاد آسيا، فجاء الفوز بالإجماع، دون أن يتخلف أحد، بعد التقرير المرفوع من لجنة التفتيش المختصة، والذي اعتبر الملف الإماراتي الأكثر ملاءمة لشروط ومتطلبات الاستضافة عن منافسه الملف الإيراني.
Ⅶ وفور ختام الاجتماع، قام الشيخ سلمان بن إبراهيم، ويوسف السركال رئيس الاتحاد الإماراتي، بالتوقيع على شهادة الاستضافة، إيذاناً بالإعلان الرسمي عن منح الإمارات شرف تنظيم الحدث القاري الكبير للمرة الثانية، وقد نجح «بوعيسى» رئيس الاتحاد الآسيوي، في إدارة الأجواء بمنتهى الروح الأخوية.
نظراً لعلاقاته الجيدة مع الجميع، وهنأ الدولة على نيلها شرف استضافة كأس آسيا 2019، مؤكداً أن الإمارات نجحت في الحصول على ثقة الاتحاد الآسيوي بفضل ملفها المتكامل الذي يلبي مختلف متطلبات العملية التنظيمية، ويراعي معايير الاستضافة المعتمدة لدى الجهات المختصة في الاتحاد القاري، خصوصاً بعد رفع عدد المنتخبات المشاركة في البطولة إلى 24 منتخباً.
فالإمارات مع ما تمتلكه من أرضية خصبة لاستضافة كبرى البطولات تحظى بتنوع حضاري وتعدد في الجاليات الأجنبية، ما يمهد الطريق أمام النجاح الجماهيري للبطولة.
Ⅶ وقد تركت تجربة 96 أصداء إيجابية في عموم القارة الآسيوية، واليوم علينا المضي قدماً في طريق النجاح، ونترك الأفراح ونفكر في وضع خطة طويلة المدى من أجل التهيئة الكاملة لأربع سنوات مقبلة، علينا أن نفكر ونخطط وأول الإشكاليات التي ستكون أمامنا هي النقل التلفزيوني.
حيث وقع الاتحاد الآسيوي مع قناة «بي إن سبورت» حتى عام 2020، ومن هنا يجب أن نفتح باباً للحوار من الآن لنحل هذه الأزمة المبكرة، قبل أن تدخل علينا البطولة، كما حدث في «خليجي الرياض».
وستكون بطولاتنا المقبلة بمثابة بوابة العبور للكرة الآسيوية، نحو حقبة جديدة من بطولتها القارية، بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 بدلاً من 16، وهذه تتطلب أن نفكر أيضاً مع الاتحاد الآسيوي عبر اجتماعات لا تتوقف، ونتطلع للعمل ونحدد رؤيتنا والمسؤوليات، ولا يفوتني أن أشيد بدور كل من ساهم ولعب في نجاح وتفوق الملف الإماراتي دون استثناء..
والله من وراء القصد.