محمد الجوكر
بدأت الفضائح الكروية، تظهر عربياً ودولياً، فالكل أصبح يطيح بالآخر، ولم يعد هناك صديق لأحد، الضرب من تحت الحزام (شغال)، واللعب تحت الطاولة بدأت خيوطه تنكشف، ويالها من أيام مقبلة، ستظهر لنا المزيد من الوجوه على حقيقتها، فالكرة أصبحت اليوم هي لعبة المصالح بين الدول وحتى السياسيون الكبار (بوتين وأوباما ) يدركون مدى أهميتها وخطورتها في العصر الحديث، وهي اللعبة التي تقود العالم للهاوية هذه الأيام كما نراها اليوم، غريبة وعجيبة في أحداثها وتطوراتها السريعة، فلم يعد أحد للأسف نظيفاً في عالم المستديرة، وخرجت من أهدافها السامية، لتتحول إلى شبكة في الفضائح، تنقل وتكتب على الهواء مباشرة، بسبب قوة وسائل الإعلام ومصداقيتها، فهناك إعلام حقيقي لا يعرف إلا الصدق وقول الحقيقة، لا يعرف »الصراخ والزعيق وطول اللسان«، من البعض على البعض، فالشتائم والانتقادات وصلت أعلى ذروتها، واللعنة على مرتكبي الجرائم والأخطاء تسقط على رؤوسهم، فلم يعد التاريخ يحترمهم لأنهم خرجوا وتجاوزوا عن الحد، ولم تتوقف، حيث ظل العالم يتابع يومياً السيناريوهات التي تطل علينا من مختلف الاتجاهات، ناهيك عن دور وسائل التواصل الاجتماعي، كل يدلو بدلوه صحيحاً أم خاطئاً، المهم الكل أصبح ناقداً وعالماً في شؤون اللعبة..
*هكذا هي كرة القدم، اللعبة التي تسرق القلوب، وتكسب الجيوب، فلم نعد نعرف من هو على خطأ، ومن هو على صواب، حتى من نجوم وشخصيات كنا نقدرها، واليوم تغيرت نظرتنا حسب ما نقرأ ونتابع الأحداث، فالكل دخل بيت الخراب سواسية، وعالم اليوم يكشف القناع عن الوجوه، فالكرة لم تعد كورة نستمتع بها، فهي لعبة أصبح يلطخ سمعتها، الكبار والهوامير الذين دخلوا قفص الاتهام، ونتوقع أن تكشف مفاجآت أخرى في الأيام المقبلة!!
*وما يهمي في الشأن الخليجي، هو ما يحدث الآن في الكويت، فقد دخلوا في دوامة جديدة من الصراع الشخصي، والذي انتقل إلى أكبر الهيئات الدولية الرياضية ( الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية)، مما استدعى اجتماعات موسعة للمؤسسات الرياضية الأهلية والرسمية، لتدارس الإجراءات التي يمكن اتخاذها لحماية النشاط الرياضي، وبدأت الاتهامات بين الاتحاد الكويتي لكرة القدم والهيئة، كل يرمي على الآخر، وحمّلت المسؤولية »الايقاف« الكروي، وربما تصل معظم الرياضات الأخرى بعد الجمباز وألعاب القوى، وعلى الصعيد نفسه دعا الشيخ طلال الفهد الأندية لمناقشة الوضع، وأنه فوجئ مثل بقية الشارع الرياضي، بقرار الإيقاف الذي كان قد تحدّدت له مهلة تنتهي يوم 27 الجاري، وأشار إلى أنه لا يخشى قرار حل الاتحاد، فلن يعترض، ولكن إلى متى هذا الخلاف؟!، ومتى يعود الاستقرار الرياضي؟، بعيداً عن الصراعات والتحديات بين الأفراد الراحلين الزائلين وتبقى الضحية في النهاية رياضة البلد!!
*وعالمياً، في ألمانيا، استيقظت على رائحة الرشوة، بعدما زعمت مجلة ديرشبيغل، بأن بلادها دفعت الأموال من أجل شراء الأصوات في سباقها لاستضافة مونديال 2006 الماضي، واتهمت المجلة الشهيرة رمزاً أسطورياً من رموز الكرة الألمانية »القيصر« فرانتس بكنباور، إضافة إلى الرئيس الحالي للاتحاد المحلي للعبة نيرسباخ بتورطهما في دفع الرشاوى !!
* وفي الشأن المحلي، أجدد التأييد على بيان اتحاد الكرة الأخير، المرسل للفيفا، لأن اللعب خارج المستطيل الأخضر، تأثيره أقوى من اللعب داخل الملعب، فهل نستوعب التجربة والدروس..والله من وراء القصد.