محمد الجوكر
أنا أهلاوي، أكثر من أربعين عاماً، ولكني فرحت كثيراً للنصر، بكل صدق وأمانة، بعد فوزه بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بعد غياب دام 26 عاماً، عاد معها الأزرق لمنصات التتويج بأغلى الألقاب، وهو ما يزيد من قوة ومكانة اللعبة، فعودة الكبار إلى طريق البطولات، تزيد من حلاوة المسابقات، ومن حق قلعة العميد أن تفرح وتسعد بالإنجاز الكبير..
وأصبح النادي في عيد، وكيف لا، ونحن نلمس الطفرة الكبيرة التي تشهدها أروقة النادي، فهنيئاً للأزرق هذا الانتصار والفوز بأغلى البطولات كأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، في مشهد تاريخي هام للكرة الإماراتية، حيث التقى الناديان الكبيران في كرة الإمارات، مجدداً بعد أربعين عاماً، ولكن هذه المرة في عصر الاحتراف، وفي ملعب هو الأفضل في العالم..
وبحضور رفيع المستوى، تقدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بجانب أصحاب السمو الشيوخ، الذين جاؤوا لمتابعة نهائي المسابقة الغالية على قلوبنا جميعاً، لأنها تحمل اسم القائد الغالي خليفة، حفظه الله، فالمشهد كان جميلاً رائعاً، رغم حرارة الطقس، والتي أثرت في الأداء نسبياً، لكنها لم تؤثر في الحضور الجماهيري، حيث حضر ما يقرب من 17 ألف متفرج، وهذا دليل على مكانة الناديين، وأثرهما في تطور اللعبة وانتشارها.
* والتهنئة الخالصة أقدمها إلى قادة العميد، على رأسهم سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رئيس النادي، الأب الروحي للقلعة الزرقاء، والذي لم يتأخر في دعم مسيرة العميد، ليتوج بطلاً، ويصبح نادياً نموذجياً يهتم بكل الألعاب، ولولا هذا الدعم الكبير، لما وصلت سفينة العميد إلى بر البطولات والإنجازات، نبارك لهم، ونتمنى أن تواصل أفراح الكرة النصراوية، ونأمل المزيد من النجاح للنادي مستقبلاً..
ولا بد هنا من الإشادة بالإدارة، بقيادة مهندس البطولات مروان بن غليطة وزملائه، وكذلك محبي ومشجعي النادي، وأيضاً الفنيين والإداريين واللاعبين، الكل امتزج في فريق واحد، وشارك في صنع الإنجاز الغالي، ويستحق النصر كلمة مبروك وألف مبروك، لأن الفوز جاء على منافس قوي هو الأهلي، وبركلات الترجيح التي ابتسمت للعميد، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
* لقد نجح العميد في التتويج بلقب البطولة للمرة الرابعة في تاريخه، بعد غياب دام أكثر من ربع قرن منذ آخر فوز، حينما توج بلقبه الثالث موسم 1988-1989، وانتظر النصر 40 عاماً ليرد الدين من خسارته أمام منافسه الأهلي في أول مباراة جمعت الفريقين في نهائي الكأس في 11 أبريل 1975..
والتي انتهت بفوز الفرسان بهدفين دون رد، وبذلك، حجز النصر مقعداً مباشراً في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، بجانب العين بطل الدوري، علماً بأن الإمارات تملك مقعدين ونصفين في البطولة القارية، وأما الأهلي، الذي خسر النهائي الثاني على التوالي، بعد الأول أمام العين 0-1 في الموسم الماضي، فقد فرصة الانفراد بالرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، التي توج بها في 8 مناسبات سابقة، بالتساوي مع الشارقة،..
وكلمة حق نقولها، إن الأهلي كان قاب قوسني أو أدني، لولا الخطأ القاتل للاعب الكوري في آخر دقيقتين، ليأتي هدف التعادل للنصر بنيران صديقة ذبحت الأهلاوية، فهذه اللعبة قلبت المباراة، ولعبت دورها النفسي في الركلات الترجيحية التي أنصفت الأزرق، نكرر التهنئة للنصر ونقول للأهلي «هاردلك .. ما قصرت» وهذه هي حال الكرة.. والله من وراء القصد.