محمد الجوكر
تعتبر الرياضة المصرية عريقة، ولذلك استفادت منها العديد من الدول العربية، لخبراتها الكبيرة، ولأنها سبقت البقية في ممارسة الرياضة، كونها المعيار الحقيقي لبناء وتقوية العلاقة بين الشعوب العربية، فقد مارست مصر دورها الريادي، خاصة معنا في دول المنطقة، في مرحلة البدايات، وتحديداً في فترة السبعينيات.
حيث كانت فرقنا تقيم معسكراتها التدريبية في القاهرة، وفي بعض المدن المصرية، واليوم نجد أن أربعة فرق كبيرة والمنتخب الأول المصري يحلون ضيوفاً أعزاء علينا، لقد عرف المصريون القدماء الرياضة واهتموا بها من أجل الصحة والقوة، وكان من أسس الفراعنة قبل توليهم الحكم، وقد مارس المصريون الأوائل أشكالاً من الألعاب في العصر التركي والمملوكي، ولكن الرياضة الحديثة التي عرفها الأشقاء، كانت مع الاحتلال البريطاني عام 1882، في فترة الخديوي عباس حلمي.
حيث كان تأسيس أول فريق مصري عام 1895، باسم فريق ناشد، نسبة إلى إحدى المؤسسات، وبدأت الأندية في الظهور، مع مطلع القرن العشرين وعرفت مصر أول كأس رسمية عام 1913 وفي 1921 تأسس الاتحاد المصري لكرة القدم لأول مرة.
*وفي عام 1922 بدأت كأس الأمير فاروق، التي أصبحت فيما بعد، كأس مصر، وشهدت الحركة الرياضية في هذه الفترة، نقلة نوعية في مسرة الحياة الرياضية، وبدأت تغذي دول الخليج باللاعبين والمدربين، وزارتنا العديد من الفرق التي لعبت هنا في الإمارات، وارتبطت بنا وأصبحت من العلامات التاريخية المضيئة في تقوية العلاقات بين شباب البلدين، ويكفي أن أول مدرب محترف جاءنا هو المرحوم شحتة، نجم الإسماعيلي والذي درب منتخبنا الوطني، في دورتين خليجيتين متتاليتين، بجانب العديد من الأسماء التي لا تنسى، ومن الطريف أيضاً أننا تأهلنا معاً إلى نهائيات كأس العام في إيطاليا عام 90، وما يربطنا بهذا البلد الكبير، الكثير من المودة والمحبة، التي لا تحصى في أسطر قليلة، ولا في مجلدات كبيرة، وبدورنا نرحب بإقامة مباراة السوبر المصري اليوم بين القطبين الكبيرين الزمالك والأهلي، بعد أن باركت الجهات الرسمية هذه الخطوة، فالرياضة المصرية تعني الكثير لنا ونتمنى لها الأمن والأمان والاستقرار، وأن تسير الأمور بما يعود بالخير على البيت العربي.
وعلاقتنا مع مصر أزلية واستراتيجية، ولها مكانة خاصة في قلوبنا جميعاً، وقيادتنا الرشيدة حريصة على دعم التعاون مع الشقيقة الكبرى في العديد من المجالات، في ظل العلاقات المتميزة وخصوصاً الجانبين الشبابي والرياضي، والرياضة الخليجية المصرية بشكل عام بدأت منذ عشرات السنين، وقد أسهم أبناء مصر، سواء المدرسون أو الأطباء أو الإعلاميون في نشر الرياضة والثقافة والعلم منذ الأربعينيات، وزادت هذه البعثات والعلاقات التي أسهمت بدور كبير في عدد من الدول العربية ومنها دول الخليج، في تعميق علاقاتنا الرياضية منذ الستينات وبموجبه تكررت اللقاءات والزيارات الرياضية في البلدين الشقيقين، واستمرت هذه العلاقة على مدى سنوات طويلة، كانت خلالها مصر محطة لإقامة المعسكرات للفرق والمنتخبات الإماراتية.
بالإضافة إلى مشاركة قطبي الكرة المصرية الأهلي الذي تأسس عام 1907 والزمالك بطل الدوري والكأس الذي تأسس عام 1911، وينتظر السوبر ليدخل مع (مرتضى) التاريخ من مدينة العين، كما شارك الناديان في مهرجانات اعتزال نجوم الكرة الإماراتية، في أكثر من سبع مناسبات اعتزال، ومهما كتبت، فإننا لن ننتهي من الكتابة عن الحبيبة مصر، فهي علمتنا الكثير ودخلت بيوتنا وقلوبنا، وأمنيتي أن نرى الازدهار والاستقرار، لكل المؤسسات فيها، بالأخص الشبابية والرياضية، وتعود أم الدنيا إلى زمنها الجميل.. و»صباحكم عسل«.