نعود إلى التواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث..
وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.
اليوم نتواصل في حلقة جديدة من المواضيع التوثيقية »كانت أيام« ونتحدث اليوم عن قيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لتطور الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص في إمارة الشارقة، ففي أواخر الستينيات وبداية السبعينيات تم تشكيل الاتحاد الرياضي العام على مستوى أندية الإمارات..
وأيضاً تم تشكيل فروع للاتحاد في معظم إمارات الدولة، وقد ترأس فرع الشارقة الشيخ صقر بن محمد القاسمي، طيب الله ثراه، وضم في عضويته أحمد محمد المدفع نائب الرئيس وخلفان محمد الرومي أمين الصندوق وفاروق راشد أمين السر العام رئيس لجنة الحكام وممثلين عن خورفكان وكلباء.
وقد أقام فرع الشارقة مسابقة لفرق الدرجة الأولى بالإمارة، وهي الخليج والشارقة وخورفكان وكلباء، وشاركت في الدوري في وقت لاحق فرق من عجمان وأم القيوين.
كما أقام الاتحاد بطولة على مستوى الشباب، وكان الوحيد الذي نظم تلك المسابقة إلى جانب دوري الدرجة الأولى ومسابقات في كرة الطاولة بين أندية الإمارة..
وكان الاتحاد سباقاً لتنظيم أول دورة رمضانية على مستوى الدولة في عام 1969، وذلك بمدرسة العروبة الثانوية في الشارقة، وكانت عبارة عن سداسيات شاركت فيها فرق من أبوظبي والعين ودبي والشارقة وعجمان، وبعض أندية المنطقة الشرقية ورأس الخيمة، وفي عام 74 فاز فريق الاهلي بالدورة الرمضانية.
تحية خاصة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي بدعمه ورعايته للرياضة في الإمارة، ونظراً للنجاحات التي حققتها أقيمت في العام التالي بنادي الخليج الرياضي، وهو النادي الوحيد في الدولة الذي توافرت فيه الإضاءة الليلية. وقد أقيمت على هذا الملعب الذي يقع في نفس المكان الذي تشغله حالياً مديرية شرطة الشارقة مباريات لا تنسى..
فقد استقبل مباراة منتخبي دبي والإسماعيلي، ومنتخب الشارقة والإسماعيلي، وكان ذلك عام 1970 خلال جولة الفريق المصري في المنطقة لدعم المجهود الحربي، كما لعب الإسماعيلي على نفس الملعب مع منتخب الكويت العسكري. وشارك في الدورات الرمضانية التي نظمها الاتحاد مع فريق آرمي التابع لقوات الجيش البريطاني بالقاعدة الإنجليزية بالشارقة، إلى جانب قوات الـ(آر.إف).
ولعب الخليج أيضا مع فريق الريان القطري الذي ضم خيرة اللاعبين، وقد استمر فرع الشارقة حوالي ثلاث سنوات إلى أن تأسس اتحاد الإمارات العربية المتحدة لكرة القدم، وتحول اتحاد الشارقة إلى منطقة من مناطق اتحاد الإمارات، حيث تولى رئاستها أحمد محمد المدفع.
خلال مسيرته الحافلة في ملاعب كرة القدم، وتألقه مع فريق وزارة الأشغال البريطانية، والاتفاق والشعب، شارك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، بإدارة مباريات كرة القدم في فترة من فترات الستينات، وقد توقف سموه عن التحكيم بعد الواقعة التي شهدتها مباراة فريقي الشارقة ودبي..
ففي الوقت الذي كانت تسير فيه المباراة بشكل سليم، إذ بأحد لاعبي الشارقة يرفع قدمه بصورة خطرة في اتجاه لاعب آخر في الفريق المنافس، وقبل أن تتشابك أقدامهما تدخل سموه لفك الارتباط بينهما، لكن لاعب دبي قام بضرب لاعب الشارقة كردة فعل عما كان سيلحق به من أذى، واشتبك اللاعبان، ثم تدخل أحد الحضور بمسدسه وتوجه إليه سموه إلى أن أعاد مسدسه إلى جيبه، ومن يومها قرر سموه الابتعاد عن التحكيم.