محمد الجوكر
*فقدت الصحافة الرياضية العربية صديقاً عزيزاً مناضلاً هو الأخ عثمان السعد، الشخصية الرياضية الكبيرة الذي أعطى لمدة أكثر من نصف قرن للرياضة السعودية والعربية والدولية..
وكان مرجعاً وخبيراً ومتخصصاً وقيادياً بارزاً في العمل الرياضي العربي، لقد كان رحمه الله صديقاً وأميناً عاماً في كل المواقع للاتحادين السعودي والعربي لكرة القدم، وللاتحاد العربي للألعاب الرياضية، ولاتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية لسنوات طويلة، وكان وكيلاً للرئيس العام لرعاية الشباب بالمملكة العربية السعودية سنوات طويلة جداً..
وكانت له بصمات واضحة على خريطة الوطن العربي من مشرقه إلى مغربه، وأسهم بشكل فعال وعملي في تقدم الرياضة العربية والإسهام الكبير في وضع لوائحها وأنظمتها وعلاقاتها الرياضية مع العالم، لقد كان محبوباً لكل الرياضيين والإعلاميين، وكان يؤمن إيماناً مطلقاً بالإعلام الرياضي ودوره في تطوير الرياضة، وكان داعماً رئيساً له..
وكانت أيضاً له أفضال عديدة على مسيرة استمرار الاتحاد العربي للصحافة الرياضية، ومنذ معرفتي به في منتصف الثمانينات، لا تمل أبداً عندما تجلس معه، بل تخرج بمحصلة من الأخبار والأفكار والمواد الصحفية، لأنه كان يحمل هموم الرياضة العربية، ولي معه حكايات لا أنساها، وتحديداً عام 92 في البطولة العربية التي نظمها نادي النصر بدبي، لأنها تذكّرني بواقعة شهيرة حصلت بيني وبين الراحل عثمان السعد عام 92، عندما انتقد زميلنا علاء إسماعيل، المحرر الرياضي السابق في البيان، بعض الأمور في الاتحاد العربي خلال تنظيمه نهائيات البطولة العربية التي جرت بدبي، وقال:
»بطولة أونطة هاتوا فلوسنا«، كتبها في جريدة أخبار الرياضة المصرية، وقال لي السعد: »ماذا يفعل علاء أفندي في الصحافة المصرية؟ وهو كان محرراً لديكم«، وبالمناسبة اسم زميلنا الذي ترك صحافتنا منذ 15 عاماً، في الأوراق الرسمية يبدأ بمحمد، أي الاسم مركب، ومن يومها وأنا لا أنسى هذا الموقف، وكلمة أفندي تذكرني بالأفلام المصرية القديمة، والسعد شخصية عجيبة له هواية غريبة، تكتب لأول مرة..
وهو أنه من مؤسسي جمعية »الحمير«، له نظامه، ولوائح عشقه للرياضة لا حدود لها، وأخبرني رحمه الله قبل وفاته بأن تقديره من مجلس أمناء جائزة الإبداع بدبي أسعد يوم في حياته، عندما وجد تكريماً من جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي، بعد اختياره الشخصية الرياضية العربية، ودمعت عيناه عندما اتصلت به للتهنئة، وكان سعيداً للغاية بهذا التقدير الذي صادف أهله خارج بلاده.
*وكان السعد نجم الندوات الإعلامية التي كنت أحضرها سنوياً في تونس الخضراء بتنظيم اللجنة الأولمبية التونسية، بالتعاون مع الاتحاد العربي للألعاب الرياضية، في إطار احتفالات السنة الدولية للرياضة والتربية البدنية في مدينة الحمامات التي أصبحت مقراً دائماً للأفكار والمشاريع العربية المهمة التي كانت تثري الساحة الرياضية العربية الإعلامية في الوقت الذي نشهد فيه خلافات سياسية..
حيث تميزت المحاضرات في تلك الندوات، وكانت الفائدة كبيرة لجميع الحضور. وداعاً أستاذ عثمان، أحد أشهر الشخصيات الرياضية العربية التي تعاملت معها في المجال الرياضي على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لم يترك الرياضة إلا لظروف مرضه الأخير ودخوله المستشفى، حتى ودع الحياة منتقلاً إلى جوار ربه، رحم الله »بو وليد«، الرجل الطيب.. والله من وراء القصد.