محمد الجوكر
*الاستقرار، أحد أهم عوامل نجاح المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، بقيادة المدرب الوطني مهدي علي الذي لا يختلف اثنان على أنه أفضل مدرب مر على تاريخ الكرة الإماراتية، منذ تولى لأول مرة تدريب منتخب الدولة عام 72 المرحوم شحتة المدرب المصري، وجاءت خطوة اتحاد الكرة بتجديد التعاقد مع المهندس مهدي، من واقع النتائج والبطولات والإنجازات التي تحققت في عصر مهم وهو عصر الاحتراف..
وفي رأيي أنه المدرب الأفضل حتى على مستوى الخليج العربي، فالمدرب نجح في بدايات عمله في التدريب سواء مع الناشئين ومن ثم مع الشباب، ومروراً بالمنتخب الأولمبي، وأخيراً الفريق الأول، هذا هو الواقع والحقيقة، فقد جاء المؤتمر الصحافي الذي عقده اتحاد الكرة، أول من أمس، بحضور رئيس الاتحاد ونائبه والأمين العام، دليلاً على نموذجية العمل داخل منظومة اتحادنا الكروي، بل أعتبرها وزارة كروية..
فكلما زرت مقر الاتحاد في منطقة الخوانيج، شعرت بأن هناك عملاً وجهداً مبذولاً، بغض النظر عما يحدث في الملاعب من مشكلات وأزمات تحكيمية أو إدارية أو تنظيمية، فهذه ظواهر طبيعية في مجالنا الرياضي، وإذا توقفنا قليلاً عند المؤتمر الصحافي.
فقد كشف فيه يوسف السركال عن العلاقة القوية التي تربط الأسرة الكروية، بالمدرب الناجح ابن البلد الذي أصبح اليوم علامة مضيئة في تاريخ الرياضة الإماراتية منذ توليه المهمة، حيث توالت النجاحات على يده، ونسوق مثلاً أن جميع المنتخبات الخليجية التي شاركت في خليجي 22 بالرياض، قامت بتغيير مدربيها ولم تبق المنتخبات على مدربيها، باستثناء اليمن..
بينما الكل قام بـ«تفنيش» والاستغناء عن مدربيها، حتى اليابان قررت رحيل مدربها، بعد كأس أستراليا الأخيرة، وهنا نقول إن أي عمل لابد له من سلبيات وأخطاء، هذه من أبجديات العمل، ويعرفها الجميع، ومن خلال التجربة الطويلة والمعاصرة مع المنتخب، نقول ومن دون أي مجاملة، إن مهدي نجح بدرجة امتياز، فلم يحقق مدرب في تاريخ المنتخب كل هذه النجاحات، ويزداد «بوخالد» نجاحاً تلو الآخر، بينما يعض البعض أصابعه على هذه المكاسب..
فلماذا هذا التهور والحقد، بينما المدربون الأجانب الذين جئنا بهم، يتمتعون بالأجواء الساحرة وشراء الفلل على الشواطئ، والاستعانة بالأصدقاء والأحباء والرفقاء حتى خلال وجودهم بالملاعب ترافقهم أسرهم داخل أسوار الأندية خلال المباريات، لأن بعضهم لم يأت من أجل العمل، بينما كان هدفه الأول والأخير «التحويشة» وحصد الغلة التي تنزل لهم قبل نهاية كل شهر، فلا خطط لهم ولا عمل لهم، بل يسافرون في السنة عشر مرات، لأن جواز سفره معه، يسافر متى أراد، بينما مدربنا في وطنه وقريب من الأحداث، يشارك في صنع القرارات المصيرية ومنها شكل المسابقات!
* والدعوة إلى الاستقرار الفني والإداري، علمتنا إياه ألمانيا بطلة العالم، فلماذا نكابر و«نتفلسف» طالما ليس لدينا معرفة، بل نكابر وندعي ونحاول أن نهاجم لمجرد الهجوم فقط! فقرار التجديد منطقي وواقعي وطبيعي، نبصم له بالعشرة، متمنياً أن يوفق المهندس في تحقيق الطموح المنشودة، فقد أعلنها صراحة بأنه يأمل قيادة الأبيض إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم في روسيا 2018..
وهذا هو الأمل الذي يراودنا جميعاً، وسيتحقق بمشيئة الله طالما لدينا قادة تؤمن بأهمية ودور الرياضة وتدعم مسيرة الكرة الإماراتية التي أصبحت اليوم ذات شخصية مستقلة من كل الجوانب الفنية والإدارية، لدرجة أن كثيراً من الاتحادات الخليجية التي سبقتنا في ممارسة اللعبة، طلبت منا برامجنا من أجل أن تسير عليها، وهذه في حد ذاتها، مكاسب ما بعدها مكاسب، إن مهدي يحتاج فقط إلى أخصائيين فنيين مساعدين له مستقبلاً.. والله من وراء القصد.