محمد الجوكر
لا نريد التعريف بأهمية الكرة في حياة الشعوب والأمم، فقد كتبناها عدة مرات ونجددها اليوم، فأصعب وظيفة يتولاها من يشاركنا في هم الأسرة الرياضية هي مسؤولية ناد أو اتحاد كرة في أي بلد كان، فهي التي تسيطر على الأذهان وتشغل الرأي العام، وهي التي ترفع من يقودها (فوق) وتنزله (تحت) وفق النتائج، فمن يتابع عالمنا العربي مثلاً يجد العجب العجاب في عالم المجنونة..
ولن نطيل في المقدمة فقد أسعدنا قرار رؤساء الاتحادات الخليجية قبل أيام في الرياض، ولكن يبدو أن الأمور المختصة باستضافة الكويت لدورة كأس الخليج العربي الثالثة والعشرين لكرة القدم، ستصل هذه المرة ربما إلى مشروع (أزمة من غير لزمة) بين الحكومة والهيئة العامة والاتحاد الكويتي للعبة، برغم تأكيد اجتماع الرؤساء الأخير..
وهو ما يشير إلى أنها قد تكون ورقة ضغط من الاتحاد على مجلس الوزراء لدفعه إلى الموافقة على استضافة المسابقة وتخصيص ميزانية لها، باعتبار أن الاتحاد لم يحصل على موافقة حكومية مسبقة لاحتضان هذا الحدث، كما نمى لعلمي أن هناك اتفاقاً قد يتم لبيع حقوق النقل برقم أكبر من خليجي 22، وحتى إذا لم تدفع الحكومة، فإن الاتحاد الكويتي بقيادة «ولد الشهيد» سيتحدى وينظم دورة.
ويهمنا الشارع المصري، فلو (مشت مصر مشينا)، وهي ركن أساسي في عالمنا العربي، فقد قرر مجلس الوزراء المصري تأجيل مناقشة ملف عودة الدوري للأسبوع المقبل، برغم جهود تبذل من أجل استئناف المسابقة التي توقفت بقرار من الحكومة، بعد الأحداث الدامية التي شهدتها مباراة الزمالك وإنبي..
والتي سقط ضحيتها 22 مشجعاً وعشرات الجرحى، فإذا أراد الأشقاء العودة لابد من عودتها بضوابط جديدة وشروط صارمة، ولا نريد أن تعود علينا أيام النكسة السوداء التي أوقفت الحياة في مصر، فالحداد الذي تعيشه المحروسة محزن، وقد أرسل «فيفا» بلاتر خطاباً رسمياً يؤكد فيه مساندته لاستئناف نشاط الكرة في ظل هذه الظروف، مؤكداً أن عودته ستكون لمصلحة الشعب وليس لأسرة كرة القدم..
وأوضح أن كرة القدم تمارس بشكل طبيعي في مناطق مضطربة في أنحاء العالم، لأنها عامل مهم جداً لجلب الأمل للمواطنين وأيضاً لبناء الجسور والمساعدة في رأب الانقسامات، وبالمناسبة «أخونا» جوزيف هذه الأيام على استعداد لتقديم العديد من التنازلات، فعلى من يريد طلباً أو مساعدة أن يتقدم به الآن فسوف (يمشيه) على الفور قبل انتخابات الرئاسة في مايو المقبل، فقد أمر الرئيس بتقديم منحة لعائلات ضحايا كارثة.
وأصعب وظيفة في السعودية هي رئاسة ناد كبير مثل الهلال، حيث بدأت المشاكل تطارد النادي بعد خسارته كأس ولي العهد واستقالة رئيسه الأمير الشاعر عبدالرحمن بن مساعد، وإقالة مدربه الروماني، والذي ربما نراه قريباً في دورينا، وعدم نجاحه مع الزعيم لا يقلل من مكانته، فالعمل داخل قلعة الهلال بها مخاوف تسقط أكبر رجل بالنادي..
كما حصل بعد استقالة بن مساعد الذي وصف يوماً ناديه الهلال بأجمل قصيدة كتبها، «تبعتها استقالات أخرى على طريقة رئيسهم عبر تغريدات أطلقوها على حساباتهم الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر»، والطريف أن الفريق يلعب مواجهته المقبلة مع فريقي الذي أشجعه أهلي جدة الذي أطاح بالهلال قبل أيام، وسيلتقيان غداً السبت في الجولة الـ16 من دوري جميل للمحترفين!
وبما أن المشاكل تطارد الهلال جاء قرار لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم، بتغريم رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي 50 ألف ريال، بعد تصريحين لبرنامج تلفزيوني وجه انتقادات شديدة لأسرة الاتحاد الكروي، والأطرف أن النصراوية اعتبروا المبلغ دفع بلاء!! والله من وراء القصد.