محمد الجوكر
أسعدني خبر، توجيه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، إلى نادي الشارقة، بسحب احتجاجه المقدم لاتحاد كرة القدم المتعلق بلاعب الوصل ليما، من منطلق حرص سموه على بقاء الساحة الشبابية الرياضية مستقرة بدون أي مشكلات أو ترسبات في النفس، فالهدف من إقامة هذه المسابقات هو التنافس الشريف..
ولا نريدها أن تتحول إلى ساحة للصراع والمحاكم وأسلوب القيل والقال بيننا، فهذه حكمة شيوخنا الكرام، فمواقف الدكتور في الجوانب الحياتية الأساسية كثيرة، لا تعد ولا تحصى، نسمعها ونشوفها ونقرأها يومياً، ولكننا نتوقف هنا في الشأن الرياضي، لكونه رياضياً أصيلاً مارس الرياضة حكماً وإدارياً ولاعباً في بدايات حياته، حتى أصبح اليوم حفظه الله مسؤولاً كبيراً عن الرعية والشباب المواطن في الإمارة الباسمة..
فهو القدوة والمثل في التعامل من خلال التواصل اليومي عبر الإعلام بمختلف أشكاله ووسائله، خاصة برنامج الخط المباشر في إذاعة الشارقة، نظراً إلى متابعته وتواصله اليومي، أو كذلك مع الإذاعات الأخرى، حيث استمعت إلى برنامج الرابعة من إذاعة عجمان أول من أمس، عندما حقق سموه أمنية سيدة مواطنة من خلال دقائق معدودة، فهذه عادة سموه ..
حيث يستمع إلى شكاوى وملاحظات وطلبات المواطنين، فيأمر بها سموه للتنفيذ، وبما أن قضيتنا الكروية قد أخذت جدلاً واسعاً للأسف الشديد، تدخل في الوقت المناسب، قبل أن تعقد لجنة الانضباط جلستها أمس، ليعلن المفاجأة السارة للساحة، ويطلب من نادي الشارقة الذي أسسه في بداية السبعينيات، سحب الشكوى، وبرغم أن الخبر قد أعلن على لسان رئيس النادي، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، وهي إحدى وسائل الإعلام الحديثة التي طغت على المشهد والساحة، قد تناقلت الخبر فوراً..
وأصبح حديث المجالس والمنتديات التي أعربت عن ارتياحها النفسي لهذا القرار والتوجه، لأن القضية كادت أن تتسبب في تشوية سمعة الكرة الإماراتية التي دخلت عالم الاحتراف والمتابعة من الجميع، وعموماً نحمد الله أن المشكلة انتهت على خير، ليعود الهدوء إلى الساحة، وتعود الثقة إلى مؤسساتنا بمثل هذه القرارات التي تأتي من كبار المسؤولين، فلا نقبل أن تتعرض مؤسساتنا لأي شرخ أو إهانة، فلا أحد يقبلها..
وهذا ليس بغريب عن قادتنا الذين يؤمنون بأهمية دور الشباب في المجتمع، ويدركون أهمية كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وما تلقاه من رعاية واهتمام خاص من حكوماتنا وقادتنا تجاه الأندية الرياضية التي مع الأسف أقول إنها افتقدت الجانب التوعوي والاجتماعي، وركزت على التنافس والفوز بالبطولات والكؤوس، ما تسبب في الإثارة المفتعلة والأزمات التي تخرجنا عن المألوف، صحيح أن الدرع هدف للجميع، لكن لا ننسى أن من صفات الرياضي المتميز أنه يؤمن بأن الرياضة مكسب وخسارة!
انتهى النزاع بين الوصل والشارقة، وعلينا أن لا نترك الموضوع يمر دون أن نعيد فتحه من جوانب أخرى، وهل حققت تجربة اللاعب الآسيوي النجاح والاستفادة الحقيقية في دورينا، خاصة أنها تسبب لنا صداعاً في كل موسم، وبصراحة أقول ليس بهذه الطريقة نأتي بلاعبين غير آسيويين نشاركهم، ونقوم بمساعدتهم على الحصول على جوازات أخرى من دول تسمح بالازدواجية..
والاتحاد الآسيوي عندما فتح المجال، كان هدفه هو أن يستفيد اللاعب الآسيوي ابن القارة، وليس من باب التحايل، فهذه القضية يجب أن يتحرك لها اتحادنا القاري ويقفل باب الاجتهاد، لأنها أضرت بقراره السابق، ولا بد من حماية قراره بلا مشكلات، ونقوم بتصحيح الوضع ونترك التخبط العشوائي، واليوم قضية «ليما» انتهت على خير من خلال حكمة «سلطان» الخير.. والله من وراء القصد.