محمد الجوكر
اليوم يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، جولة جديدة في أهم محطاته بمشوار تصفيات كأس العالم، حيث يحل ضيفاً ثقيلاً على شقيقه المنتخب السعودي في الساعة التاسعة مساء بتوقيت الإمارات على ملعب إستاد الجوهرة في جدة، ضمن الجولة الرابعة للمجموعة الرابعة، وينشد منتخبنا الوطني صدارة المجموعة التي فقدها، بعد تعادله المفاجئ مع نظيره الفلسطيني في الجولة الماضية، وهو ما يضعه أمام خيار الفوز ولا سواه، برغم صعوبة المهمة، قياساً على قوة وإمكانات الأخضر السعودي، المتطور والذي يتصدر المجموعة بالعلامة الكاملة، بعد فوزه في جميع مبارياته الثلاث السابقة، ويجدد أبناء البلدين حضورهما في تصفيات كأس العالم 2018 عن القارة الآسيوية، عندما يخوضان مباراتهما في جدة، واستناداً إلى موقع المنتخب السعودي، فهو اللقاء رقم 32 دولياً بين المنتخبين، وفاز »الأخضر« في 19 مباراة، والأبيض في ست وحضر التعادل في ستة لقاءات، نأمل اليوم تجاوز هذه العقبة الصعبة في مسيرة حلم التأهل للمونديال المقبل.
* وستكون (جدة غير) بالنسبة لمنتخبنا الوطني، ونحن نثق في قدرة الأبيض الإماراتي بقيادة المدرب الوطني المهندس مهدي علي، في تحقيق تطلعات جماهير الكرة الإماراتية، والعودة من ملعب الجوهرة بنقاط المباراة كاملة، ونأمل أن ترتقي مواجهة القمة الخليجية إلى مستوى التوقعات، خصوصاً بعد التطور الكبير لكرة القدم في البلدين الشقيقين، والذي وضع أنديتهما الهلال والأهلي ضمن أفضل أربعة فرق في القارة الآسيوية، وينتظر أن يتأهل أحدهما لنهائي أكبر مسابقات الاتحاد الآسيوي للأندية، ومع أفضلية المنتخب السعودي تاريخياً، على منتخبنا الوطني في المواجهات المشتركة، نتوقع أن تشهد مواجهة الليلة إثارة بالغة وتنافساً قوياً.
حيث يسعى كل طرف لتأكيد علو كعبه على الآخر، فالأخضر سيحاول متابعة تفوقه، فيما يتطلع الأبيض إلى أن يقول كلمته الفاصلة الليلة، ونتمنى أن يقدم المنتخبان مستوى فنياً متميزاً، يعكس مدى التطور الكبير الذي طرأ على كرة القدم الخليجية، ويؤكد قدرتها في المنافسة بقوة لحجز مكانها بين منتخبات شرق آسيا التي ظلت دائماً تتفوق على نظيرتها في غرب القارة وتحجز مكانها في نهائيات كأس العالم.
* ونأمل أن يتعامل لاعبو منتخبنا الوطني مع مباراة اليوم بحذر وتركيز وأعصاب هادئة، وأن يستعينوا بخبراتهم الكبيرة في التعامل مع مثل هذه المواجهات، بعد أن خاضوا مع بعضهم البعض الكثير من المباريات المماثلة، ومع يقيننا أن لكل مباراة ظروفها ومعطياتها المختلفة، لكننا لا نستبعد أن تكون للنتيجة الإيجابية التي حققها الأهلي الإماراتي على شقيقه الهلال السعودي في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال آسيا بالرياض، وهي التعادل الإيجابي بهدف لكل، أثره الإيجابي على معنويات لاعبينا، خصوصاً مع تواجد عدد من لاعبي الأهلي في صفوف منتخبنا، وبالتأكيد نجومنا وجهازهم الفني لا يحتاجون إلى توصية بضرورة التعامل باحترام كبير مع قدرات الأخضر، فكرة القدم في المملكة الشقيقة جديرة بالاحترام لتاريخها المشرف في المنافسات الإقليمية والقارية والدولية، وهي تملك العديد من النجوم والأسماء الكبيرة التي كان ولا يزال لديها حضور مشرف وباهر في المحافل الخارجية على كل المستويات.
*وقبل الختام، لا بد من الإشادة وتوجيه كلمات التقدير مقدماً لجماهيرنا ومبادرة (نحن معاك يا الأبيض) والتي وجدت أصداء كبيرة داخل وخارج الدولة، ونأمل أن يكون الرد من قبل أبطال منتخبنا في الوفاء لهذه الجماهير المحبة، واللوحة الرائعة التي وضعت داخل استاد الجوهرة، تعني الكثير، حيث حملت علمي البلدين، تحت عنوان أسود الجزيرة.. والله من وراء القصد.