محمد الجوكر
Ⅶ رحل عنا أسبوع آخر من أسابيع دوري المحترفين، وما زالت قضية القيد التي شهدتها الساحة مؤخراً، تأخذ أبعاداً أخرى من بينها مطالبة بعض الأندية سحب الثقة من الاتحاد، وهذا بالتأكيد لن يحدث إلا في حالة واحدة إذا دعت الأندية مجتمعة الجمعية العمومية للانعقاد، وهذا لن يحدث إطلاقاً لأن الخطأ وارد في أي مؤسسة رياضية في العالم، وقد عالج الاتحاد بقيادة رئيسه الأزمة وانتهت بالإطاحة برئيس لجنة الانتقالات، وتم استبداله بعضو آخر بها، ونأمل أن تكون هذه الخطوة باباً لسد الثغرات التي قد تحدث مستقبلاً، فالرياضة الإماراتية بحاجة إلى تصحيح وضعها في كل مؤسساتها الرياضية، فهناك أعمال إيجابية وأعمال سلبية، وهي ظاهرة طبيعية جداً وما أدعو إليه هو أن نبتعد عن الأزمات ولا نخلقها بأنفسنا، وكما يقول المثل « من بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجر» وان نتطلع إلى تحقيق الألفة والمحبة وأن نشهد حالة الإصلاحات بسبب الأحداث الرياضية المرتقبة، وأن نعكس أهمية الدور الذي تلعبه الرياضة في حياتنا وأن نترك ما في النفوس ولا نعلق أخطاءنا على الغير.
Ⅶ إن الحالة الرياضية في يومنا هذا والاختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية، فكل الآراء ووجهات النظر تحترم وتقدر بشرط أن لا نتطاول على أنفسنا لأنها ليست من أخلاقياتنا، نريد النقاش والحوار المنطقي العقلاني، بعيداً عن الفوضى، فالرياضة في بلادنا لها عادة وثقافة الاحترام للآخرين تبين مدى الاهتمام المتزايد الذي يوليه قادتنا بأهمية دور الرياضة كمفهوم حديث يستحوذ الرعاية والعناية بعد أن أصبحت الرياضة لها ثقلها لما تحظى به من تغطية موسعة من الجوانب الإعلامية، كونها الأكثر وصولاً إلى القارئ والمشاهد عن طريق الإعلام لسرعة الانتشار إلى أكبر قدر ممكن من أفراد المجتمع، وما المشروع الأخير في الفجيرة، ووضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مجمع زايد الرياضي في الإمارة إلا دليل حرص قادتنا على أهمية دور الشباب والرياضة في كل إمارات الوطن، وما الاستقبال الكبير من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس للأبطال الفائزين في بطولة أميركا الوطنية لجوجيتسو الصغار التي أقيمت منافساتها في مركز المؤتمرات بلوس أنجليس إلا تقدير لدور أبناء الوطن المجتهدين.
Ⅶ وتمتاز دولتنا عن غيرها من الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة بأنها مرتبطة بالأحداث على مدار السنة، لا تتوقف عنها هذه الفعاليات بعد أن أصبحت الإمارات عاصمة رياضية حقيقية. فقد استقبلنا العديد من الفرق العربية والخليجية والأوروبية، جاؤوا ولعبوا هنا على ارضنا واستفادوا من الإمكانيات المتوفرة في الرياضة الإماراتية، فبلادنا ولله الحمد مكان جذب بمعنى الكلمة لتوافر كل الإمكانيات البشرية والفنية والتقنية التي تساعد مهمة المنظمين في تقديم الأفكار الإبداعية وخلق نوع من الابتكار قبل تنظيمنا للأحداث الرياضية المختلفة.
Ⅶ ولم تعد ممارسة الرياضة لمجرد التسلية فقط، وإنما الهدف أكبر مما نتوقعه، فالعديد من الدول تحرص على المشاركة في أي حدث رياضي يقام على أراضينا، وهذا بحد ذاته مكسب له أبعاده المتعددة سواء في الجانب السياحي أو الاقتصادي أو الرياضي، ولهذا نجد الاهتمام من أعلى المستويات حيث يتواصل المسؤولون ويتابعون المناسبات ويقفون على الحدث أولاً بأول، مما يساعد على نجاح جميع الأحداث التي أقيمت على أرض الدولة حتى الآن والتي من المتوقع إقامتها قريباً، لأن مثل هذه الفعاليات تزيد من مكانة الرياضة الإماراتية التي تحاول أن تشق طريقها بأسلوبها بين الدول الراعية والمهتمة بالجانب الرياضي والشبابي على اعتبار أن ممارسي هذه الأنشطة هم أبناء الوطن وهم بحاجة ماسة إلى العناية. ونأمل أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأننا بحاجة للفعل والعمل وليس القول والكسل.. والله من وراء القصد.