هناك أسماء لا يمكننا أن ننساها بسهولة في الزمن الكروي الجميل القديم، ومن بينهم النجم الكبير سهيل سالم صاحب أول هدف سُجل للإمارات خارجياً في دورة الخليج العربي الثانية لكرة القدم بالرياض عام 72، وبموجب هدفه الوحيد، وقفنا على منصة التتويج.
وحصلنا على أول برونزية في أول مشاركة خارجية بعد قيام الاتحاد، لتنطلق بعدها وتصبح الكرة الإماراتية اليوم من بين الدول المتقدمة قارياً، وتصرف الكثير من أجل اللعبة، ويمر نجمنا الكبير بمرحلة حرجة، يتعرض لها من العام الماضي، نحمد الله أن التوجيهات صدرت أمس مباشرة.
ليستكمل علاجه في الخارج، نكرر شكرنا لمن وقف مع نجمنا المحبوب، فقد كان اللاعب نجماً فوق العادة، تأثر به الكثيرون من اللاعبين في تلك الحقبة الزمنية الهامة، من بينهم شقيقه الدكتور حمدون، الذي له تأثير كبير في أن يستمر كلاعب كرة قدم، فهو من أخذ بيده وأصر على أن ينضم لنادي الوحدة بمنطقة ديرة، قبل الاندماج مع الشباب، ويصبح الأهلي الآن.
وكان يهتم بشقيقه الأصغر حمدون، حيث كان بمثابة والده، فقد داوم على رعايته حتى وصل حمدون إلى رئاسة المنتخب الوطني في العديد من البطولات والدورات، كان آخرها خليجي 6 في أبوظبي، وحصلنا أيضاً على البرونزية، ويعتبر سهيل من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم ملاعبنا، فكان مميزاً في فترة لم تكن فيها الإمكانات متوفرة، كان يمتلك السرعة والمهارة والتصويب نحو المرمى.
باختصار، هو يمتلك جميع المهارات الأساسية للاعب الكرة، حيث اعتمد عليه المدربون وكانوا يعتبرونه ورقتهم الرابحة.
شاهدته كثيراً، ولكن يبقى هدفه في مباراة أهلي دبي أمام ساوباولو البرازيلي، التي انتهت بخسارتنا بسبعة أهداف مقابل هدفين.
وأحرز سهيل واحداً من الهدفين بتصويبة يسارية من خارج خط 18، وكان هدفاً جميلاً، جعل البرازيليين يتساءلون عن سهيل، وقالوا (من أين هذا اللاعب؟ وهناك مباراة تاريخية أخرى لا تنسى، عندما لعب مع النصر، والذي استعان به عام 73 للعب أمام الأهلي القاهري في أول زيارة، ومرر سهيل لشقيقه الكرة ليسجل حمدون هدفاً في مرمى شياطين مصر.
لتنتهي به المباراة التي فاجأت شيخ الأندية العربية، ليدون كبيرا وعملاقا الصحافة المصرية نجيب المستكاوي وعبد المجيد نعمان، اسم الشقيقين والعميد النصراوي في الصحافة المصرية العريقة، حيث رافق الزميلان، رحمها الله، فريق الأهلي، وكان يشرف على تدريب النصر يومها المدرب ميمي الشربيني.
لم يكن سهيل مجرد لاعب، بل كان من المؤسسين لنادي الوحدة (الأهلي حالياً)، ومن اللاعبين الذين ساهموا في إحراز العديد من الألقاب للنادي الأهلي، فقد كان لاعباً مميزاً من الصعب أن تنساه الجماهير، خاصة الرعيل الأول.
وأتأثر بما يتعرض له نجمنا الكبير الذي خدم الكرة الإماراتية، وفي دورة الخليج الثالثة الكويت عام 74، عندما تألق وسجل هدفاً من الأهداف الأربعة في أول فوز على منتخب البحرين، وكان من المفترض أن يشارك في دورة قطر عام 1976، لكنه تعرض لحادث تدهور سيارة في مهمة رسمية للمنطقة الشرقية، بحكم عمله في وزارة العمل، وأصيب إصابة بليغة في ظهره.
وللأسف، لم يجد الاهتمام من جهة عمله أو ناديه، وحتى اتحاد كرة القدم لم يهتم بإصابته، الوحيدة التي اهتمت به في تلك الفترة، هي المغفور لها الشيخة صنعاء، طيب الله ثراها، والدة الشيخ مانع بن خليفة، التي تكفلت بعلاجه في العاصمة البريطانية لندن لمدة أربعة أشهر.
وأثناء تلك الفترة، كان النادي الأهلي يقيم معسكراً رسمياً في لندن، وحرص زملاؤه على اللقاء به بشكل يومي، ما رفع من معنوياته، وظل يأخذ العلاج فترة طويلة جداً، وبعد أن شفي من الإصابة، انضم مرة ثانية إلى الأهلي بطلب من المدرب اليوغسلافي (جاكيتش)، وفي المباراة الأخيرة مع الأهلي قبل 35 سنة، لعب (سهيل) تلك المباراة كاملة، لكنه بعد هذه المباراة، التي لم يجد فيها الاهتمام، آثر الابتعاد عن الكرة، وللأسف، لم يتم تكريمه، لا من النادي الأهلي، أو اتحاد الكرة، أو أية جهة رسمية، وانسحب بهدوء دون ضجة، لأنه تعود عليها، فهو هادئ بطبعه، يؤمن بما كتبه الله له..
والله من وراء القصد.