محمد الجوكر
* أول مرة أزور فيها مدينة برشلونة الإسبانية كانت عام 92، من خلال تغطيتي للدورة الأولمبية التي استضافتها، وكنت ضمن وفد الإمارات كصحافي مرافق، ومن تلك الرحلة، رافقتني العديد من الذكريات والحكايات التي لا تنسى على الصعيدين المهني والشخصي، أبرزها، هو أن الله سبحانه وتعالى رزقني بتوأم روحي (فاطمة وأسماء).
وكنت من فرحتي أتجول في المدينة وأسواقها من أجل شراء الحاجيات الخاصة للمواليد الأولى، بعد انتهائي من العمل اليومي، والرسالة الصحافية التي كنا نرسلها زمان عبر «الفاكس»، وكانت التجربة صعبة، ورقة تصل وأخرى ترجع، ناهيك عن الكمية الورقية في الإرسال، بجانب الجهد الشاق في مهنة الصحافة.
نظراً للمشوار الذي كنت أقطعه يومياً من الفندق إلى الملاعب والقرية الأولمبية، برفقة زملائي الصحافيين، عبر القطارات التي تستغرق أوقاتاً طويلة، المهم نعود إلى حبيبتي برشلونة المدينة التي أحبها منذ ذلك التاريخ، حيث ارتبطت معي بذكرى عزيزة على قلب أسرتي الصغيرة.
وارتبطت أيضاً بالنادي الكتالوني العملاق، والذي تكررت زيارتي له، حيث قمت بزيارة النادي ضمن وفد اتصالات، عندما وقعت اتفاقية رعاية مع النادي، وشاهدت واستفدت من التجربة وحكاية المتحف التاريخي بالنادي، وقد احتفل مشجعو برشلونة بالاحتفاظ بموقعهم في صدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم.
وبفارق أربع نقاط عن الغريم التقليدي ريال مدريدو الذي انتصروا عليه أول من أمس 2-1، وكم كانت قمة مثيرةو استمتعت بها، رغم مطاردتي لنجلي الشقيين في البيت، سلطان وهو (برشلوني)، وخالد(مدريدي)، طول الليل، من أجل أن يذهبوا للفراش للنوم، استعداداً للذهاب إلى المدرسة في الصباح الباكر من اليوم التالي، خاصة أن الامتحانات بدأت في مدرستهما، إلا أنهما استعدا لهذا اليوم.
كما قالا لي، منذ أسبوع، وأنهيا كل واجباتهما، حتى يتابعان «الكلاسيكو» الإسباني، لاحظوا كيف نجح الناديان الكبيران في أن يسيطرا على عقول أطفالنا، وبالمناسبة، هذه الحالة ليست عندي فقط، وإنما عند الكثيرون، وواجه أولياء الأمور نفس المشكلة، وللعلم، باءت كل تهديداتي لهما بالفشل.
بسبب إصرارهما على مشاهدة العملاقين، ليحقق برشلونة انتصاره الرابع على التوالي، ويرفع رصيده إلى 68 نقطة من 28 مباراة، مقابل 64 نقطة لريال مدريد الذي غاب عن الانتصارات للمرة الثالثة في آخر أربع جولات، وسجل سواريز اسمه بحروف من ذهب في تاريخ مباريات «الكلاسيكو».
كما خطا برشلونة خطوة كبيرة على طريق استعادة اللقب، وثأر لهزيمته 1/3 أمام الريال في مباراة الذهاب، لكنه ما زال بحاجة إلى إنهاء الموسم بفارق نقطة واحدة على الأقل عن الريال مطارده، إذا أراد حسم اللقب لصالحه، في ظل تفوق الريال حالياً في مجموع المباراتين بالمواجهة المباشرة مع برشلونة.
* وفي أمسية سعودية راقية، قلب الأهلي الطاولة على النصر، مسجلاً فوزاً كبيراً بنتيجة 4/3، بعد أن كان الأخير متقدماً بهدفين مقابل لا شيء، في أقوى مواجهات المرحلة العشرين من دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، ليشعل الصراع على لقب البطولة، بعدما تقلص الفارق بين الفريقين إلى نقطتين فقط، قبل المراحل الست الأخيرة من المسابقة، والذي أعجبني هو التحضير والتقديم للمباراة من الناحية الجماهيرية الكرنفالية، حيث أقيمت كأنها أحد نهائيات كأس العالم، عمل جبار، والاتحاد السعودي يسير بنجاح بقيادة أحمد عيد، رغم المنتقدين، إلا أنه يعمل ويترك «الإشاعات» من خلفه، وهذا هو سر النجاح..
والله من وراء القصد.