باع سيارته

باع سيارته!!

باع سيارته!!

 صوت الإمارات -

باع سيارته

محمد الجوكر

* لم أتوقع أن أكون يوماً ما صحافياً، حيث كنت أتمنى أن أعمل شرطياً في المرور، فقد كنت أتابع الكرنفالات التي تقام صباحاً في شارع نايف بديرة، بقيادة بعض رجال الشرطة زمان في بداية الستينيات، وكنت معجباً بهم وهم يقودون الدراجات النارية، ومنهم من أنهى حياته الأمنية برتبة لواء، مثل (ناصر السيد ومحمد سنجل)، وعندما كنت أخرج من المدرسة، أول شيء أعمله قبل الذهاب إلى البيت، أبحث عن أي مجلة أو جريدة من أجل قراءة ومتابعة الأخبار الرياضية، ولم تكن وقتها تتوافر لدينا الوسائل الإعلامية بشكل كبير.

كما هو الحال الآن، فالجريدة كانت همي الأول، وكانت تصدر في تلك الفترة مجلة أخبار دبي المشهد، وفيها صفحة رياضية واحدة، حتى أواخر السبعينيات، ثم تغير الحال، مع انضمامي مندوباً صحافياً في جريدة الوحدة التي تميزت عن غيرها بالاهتمام بالصفحة الرياضية حينها، وبها كتاب مرموقون، أمثال المرحوم قتيبة عبد الله عراقي، وعبد الحفيظ علي، الرجل السياسي الذي اعتزل العمل السياسي وتفرغ للرياضة، والأخ محمد علي حسين، وغيرهم من الزملاء الزولات (الشقيقان بهاء وصلاح عطا وسيد علي وقدال حمد النيل وعابدين وشمس الدين)، عموماً، لا أريد أن أطيل، فاليوم أستمتع بقراءة يومية لذكريات الإعلامي الكبير عبد الرحمن فهمي من جريدة الجمهورية المصرية، وبعض النوادر التي أثارت انتباهي، وتستحق أن تكون في أرشيف كل صحافي رياضي، من هذه الموسوعة الصحافية النادرة، لأن هذا الرجل يملك خلفية تاريخية رائعة، وأستمتع كل صباح بالحكايات والقصص، التي تبين القيمة المهنية التي يتمتع بها، في بعض كتاباته التي تستحق أن نقتطف جزءاً من ذكرياته وتاريخه الحافل، للجيل الجديد من الإعلاميين، الذين باعوا التاريخ والجغرافيا، فهو يقدم لنا دروساً علنا نستفيد، ولا يكتب بنرجسية، فتعالوا نقرأ ما كتبه عجوز الصحافة المصرية، في زمن اختفى فيه المبدعون من أصحاب الأقلام، ووجدنا البعض من أصحاب الأقلام الرخيصة، حيث وصف عبد الرحمن فهمي، الكابتن المرحوم حسن الشاذلي، الذي توفي قبل أيام قليلة، بأنه المهاجم الذي يسجل، أو قل يستطيع أن يسجل في أية لحظة من المباراة، وفي أي مرمى، مهما كان اسم الحارس!

لذا أطلق عليه الناقد الفني الكبير جليل البنداري لقب «مدفع بعد الظهر»، وجليل هو أول من كتب أصغر عمود تحت عنوان «كلمة ونصف»، ولما مات رحمه الله، قالوا إن هذه الطريقة المعجزة في الكتابة ستختفي، ولكن المرحوم أحمد رجب، استطاع بكفاءة نادرة أن يكمل المشوار، وأما الراحل الشاذلي، فقد درب صغار النصر بدبي، وهو صاحب أكبر أرقام قياسي في عدد الأهداف، وهناك مباريات لا تنسى له، مثل مباراة مصر مع ليبيا في تصفيات أفريقيا، وكانت العلاقات متوترة بين البلدين وقتها، وتقدمت ليبيا بهدفين في أول شوط، وافتتح الشاذلي أهداف مصر في أول لحظة من الشوط الثاني، وبدأت ليبيا تحاصر الشاذلي، فإذا بزميله رفعت الفناجيلي يحرز الهدف الثاني، ثم رأسية من محمود بكر، لتفوز مصر بسهولة، وقال فهمي عن حكاية بيع الأسطورة الشاذلي سيارته بأقصى سرعة بمبلغ 500 جنيه فقط، ليدفع مرتبات عمال الترسانة، ثم حكاية اعتزاله مع مصطفي رياض، وسفرهما إلى الإمارات كمدربين، ثم عودتهما إلي مصر ليقودا الترسانة في ثلاث مباريات مهمة لإنقاذه من الهبوط..

ما دعا اتحاد الكرة إلى تعديل اللائحة وقتها، رغم أن من يعتزل رسمياً لا يعود، عموماً، تلك الكتابات والحكايات، تعود بنا إلى الزمن الجميل، وليته يعود.. والله من وراء القصد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باع سيارته باع سيارته



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates