محمد الجوكر
* اتحاد الكرة في أي دولة في العالم، تواجهه مشكلات يومياً لا حصر لها، كونها اللعبة الشعبية في كل مكان على خارطة الكرة الأرضية، فليس غريباً أن نجد هذه الأيام بعض المشكلات والأزمات التي تواجه اتحادنا الوطني، وهذا وضع طبيعي وظاهرة صحية، فلابد لأي عمل ومنظمة أن تمر بهذه الأمور، ولكن عليها أن تعطي الحق لأصحابه، وتنصف المظلوم، وفقاً للقوانين والأنظمة والأدلة، والآن فرضت على الساحة، قضية جدلية، هي ما تسمى قضية الشعب.
فمن حق كل الأطراف أن تتقدم وينظر إلى طلبات التظلم والاحتجاج، ومن ثم معرفة الحقيقة، فنحن لا نقبل أن يتعرض أي نادٍ في الدولة إلى ظلم، لأن اتحاد الكرة وغيره من الاتحادات أنشئت من أجل إقامة البطولات المحلية بين أبناء البلد الواحد، وألا يكون هناك أفضلية في التعامل مع أحد، وبالفعل ليس هناك مجاملة على حساب القانون، والآن وبعد تشكيل اتحاد الكرة للجنة تقصي الحقائق.
بالتأكيد ستجد الحلول المناسبة، وستعيد الحقوق إلى نصابها والله يوفقهم، كل ما نريده أن يكون الحوار متزناً بعيداً عن الإسفاف والشخصنة، لأننا في النهاية نريد عدالة للجميع، وبما أن هذه القضية قد أخذت أبعاداً ووصلت إلى منعطفات طويلة وكبيرة نترك للقائمين دراستها بتروٍ واتخاذ القرار الصحيح، وأن يحافظ اتحاد الكرة على هويته ومكانته كهيئة كروية مستقلة مالياً وإدارياً، لا أحد يتدخل في شؤونه إلا الجمعية العمومية فقط!
* وبعيداً عن تلك الأزمة، شاركت في المجلس الثاني لاتحاد الكرة، لمناقشة المشاركة الآسيوية الأخيرة في استراليا، وأفضل ما أسعدني هو تكريم أول منتخب مثلنا في نهائيات كأس آسيا بالكويت، وقد سعدت بتواجدهم في الخوانيج مقر الاتحاد، وتذكرت الأيام الجميلة وأهم الأحداث في تلك البطولة ومنها أنه رغم تعادلنا مع الكويت في مباراة الافتتاح بهدف، فإن هذا التعادل أخذ شهرة واسعة كونها جاءت أمام الكويت في عزها وعلى أرضها، رغم أننا سبق وتعادلنا مع الكويت قبل كأس آسيا في المباراة الرسمية الأولى خلال بطولة العالم العسكرية عام 75 من دون أهداف في الكويت، ولعب المنتخبان بالمجموعة نفسها.
وأيضاً تعادلنا مع الكويت من دون أهداف في دورة الخليج الرابعة عام 76، إلا أن التعادل في نهائيات آسيا كان غير وذو مذاق مختلف، وعندما بدأت المشاركة في أمسية مجلس الاتحاد، بدأت مع من وضع أرجلنا في نهائيات كأس آسيا.
حيث بدأت مشاركتنا على الصعيد الآسيوي في البطولة السابعة بالكويت، وحققنا نجاحاً معقولاً منذ المحاولة الأولى في تصفيات كأس أمم آسيا 1980، وأقيمت التصفيات التمهيدية على استاد مدينة زايد الرياضية في أول نشاط رياضي تستضيفه مباشرة بعد افتتاحها، وشارك فيها أربعة منتخبات، وأثناء التصفيات انسحب المنتخب البحريني، لنصعد كثاني المجموعة، بعد سوريا بالرغم من عدم تسجيلنا أي هدف في التصفيات.
حيث تعادلنا مع لبنان وسوريا من دون أهداف، ولكننا استفدنا من فوز المنتخب السوري على لبنان، وفي الكويت حيث حفل الافتتاح 15 سبتمبر عام 80، لعبنا أول مباراة في تاريخ مشاركاتنا وفجرنا أولى المفاجآت بتعادلنا بهدف لمثله مع الكويتيين أصحاب الأرض، الذين حصلوا بعدها على اللقب، وسجل أحمد تشومبي أول هدف إماراتي آسيوياً في تاريخ اللعبة، وكنت سعيداً بوجوده في حفل المجلس الكروي مع زملائه، حسن علي ويوسف محمد وبدر صالح وجاسم محمد وسالم سعيد وجاسم البوت وسالم خليفة وعبد الله حوكل، والذين كانت لهم مشاركة إيجابية في الأمسية، فشكراً لاتحاد الكرة على تواصل الأجيال وتقاربها في زمن اختفى فيه الوفاء للأسف، وإن كان الوفاء واجباً وحقاً لكل من أجذل العطاء للوطن.. والله من وراء القصد.